تحليل: هزيمة الحوثيين ممكنة إذا...

الأربعاء 27 مارس 2024 18:27:39
تحليل: هزيمة الحوثيين ممكنة إذا...

هزيمة الحوثيين ممكنة إذا...

ثابت حسين صالح*

بالعودة إلى مقالنا السابق عن عاصفة الحزم في ذكراها التاسعة...الذي كنا قد لخصنا فيه أهم النتائج المحققة وأهم الأسباب والعوامل التي وقفت وما زالت خلف جوانب الإخفاق واطالة أمد الحرب.

في هذه الحلقة نحاول أن نقدم بعض الأفكار والخطوات والإجراءات التي يمكن بها مواجهة التحديات الراهنة والمحتملة، بما فيها الحسم العسكري للصراع...وصولا إلى حل سياسي شامل وعادل.

وحيث أن الحوثيين ورغم الهزائم التي منيوا بها في الجنوب وعلى حدوده مع الشمال...ألا إن مناطق الشمال ما زالت تحت قبضتهم باستثناء الساحل الغربي وأجزاء من مأرب وتعز....لأسباب عديدة اشرنا إلى بعضها في المقال السابق.
بل أن الصواريخ والمسيرات الحوثية ما زالت تشكل تهديدا جديا للجنوب ولأراضي التحالف وخاصة المملكة والإمارات وللملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ومن أجل إحداث توازن إستراتيجي مع المليشيات الحوثية انطلاقا من الدروس المستفادة بالعودة الذهنية إلى ما قبل ٩٠، حيث كان يسود شبه التوازن بين الجنوب والشمال، ورغم الحروب بين الدولتين فإن ذلك لم يمس الأمن الإقليمي والدولي اطلاقا، كما امتص التوازن الداخلي آثار الصراع داخليا بشكل كامل، وبقيت دول الجوار والممرات البحرية وتحديدا باب المندب في مأمن من ذلك الصراع.

وانطلاقا من تشخيص تجربة سنوات الحرب الماضية...لأبعد من توفر الشروط التالية:

1- توفر الثقة بين مختلف التشكيلات العسكرية المواجهة للمليشيات الحوثية وتوفر الجدية والمصداقية لدى القوى الشمالية المناهضة للحوثيين في توجيه بوصلة الحرب ضد الحوثيين ومن أجل عودة الشرعية إلى صنعاء وليس العكس.

2- دعم قوات الشرعية وخاصة القوات الجنوبية بالأسلحة النوعية التي تحدث توازنا أو تغييرا ملموسا في موازين القوى لصالح القوى المناهضة للحوثيين كجماعة إرهابية وخصم مشترك لكل هذه القوى.

3- هذا أيضاً يتطلب من دول التحالف المراجعة النقدية لإستراتيجيتها تجاه اليمن بشكلٍ عام والجنوب بشكل خاص، إذ يعتبر من أهم عناصر ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بشكلٍ عام وفي حماية الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي بشكل خاص...ولا ننسى ما استجد من مهمة جسيمة متصلة بمكافحة الارهاب والتهريب.

4- تزويد القوات المواجهة للمليشيات الحوثية وعلى رأسها قوات المجلس الإنتقالي بالقطع البحرية والصواريخ أرض أرض وأرض جو وأرض سطح وطيران مسير سطع وهجومي ووسائل الحرب الألكترونية وأسلحة برية ثقيلة.إلخ .

5- فتح مؤسسات ومنشآت التدريب والتأهيل بمختلف صنوفها ومستوياتها في دول التحالف والدول الصديقة لتدريب وتأهيل الكادر المطلوب وكذا تعزيز المنشآت التدريبية في الداخل وفتح الجديد منها وبشكل مكثف وعاجل.

6- الرفد العاجل بخبرات التحالف في مختلف المجالات المذكورة وغيرها وإتاحة الفرصة للإستفادة القصوى من الخبرات الداخلية المتوفرة والمحيدة حتى هذه اللحظة.

الخلاصة:

لا يوجد خيار آخر لإنهاء هذه الحرب والوصول إلى سلام شامل وعادل وأمن واستقرار إلا بهزيمة الحوثيين أو جنوحهم للسلم القائم على الحل السياسي الشامل والعادل.

وأخيرا نعتقد ان على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يجري تقييما دائما للوضع العسكري والسياسي ويضع خطط طوارىء لمواجهة المواقف والاحتمالات، وفي نفس الوقت توسيع المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية وتحمل المسؤولية عن نتائجها من قبل كل القوى الجنوبية وشعب الجنوب الصابر والمثابر.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري

الدراسات والتحليل

الأحد 21 إبريل 2024 13:51:18
السبت 20 إبريل 2024 14:36:00