تحليل: في ذكرى تحرير ساحل حضرموت من القاعدة

الثلاثاء 23 إبريل 2024 21:33:01
تحليل: في ذكرى تحرير ساحل حضرموت من القاعدة

في ذكرى تحرير ساحل حضرموت من القاعدة

ثابت حسين صالح*

حضرموت هي أكبر محافظات الجنوب مساحة بنحو 193 ألف كيلومتر مربع (حوالي نصف مساحة الجنوب)، ولذلك لا غرابة أن يرفع الجنوبيون شعار "حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت".

هذه المحافظة هي أيضا الأكثر إنتاجاً واحتياطاً للنفط، بالإضافة إلى امتلاكها ثروات سياحية ومعدنية وسمكية وزراعية وغيرها وارث تاريخي وحضاري ضارب جذوره في أعماق التاريخ .

كانت "حضرموت" ومازالت لاعباً أساسيا في المشهد الجنوبي وتولى عدد من رجالها رئاسة الدولة والوزارة والمناصب القيادية العليا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية منهم على سبيل المثال لا الحصر: علي سالم البيض، حيدر العطاس، صالح منصر السييلي، صالح ابوبكر بن حسينون، فيصل بن شملان، فرج بن غانم، صالح باصره...الخ.

وحاليا يعد اللواء فرج سالمين البحسني، أحد رجالات حضرموت الذين جمعوا بين الإدارة والقيادة والعسكرية والسياسية، وهو قائد معركة تحرير   ساحل حضرموت، وهو  أكاديمي عسكري حاصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية بامتياز مع مرتبة الشرف من أكاديمية المدفعية الروسية، وتقلد عدداً من المهام والمسؤوليات العسكرية في دولة الجنوب واخرها محافظ حضرموت وعضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي...إضافة إلى اللواء احمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعلي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية.

معركة التحرير:

جرت معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في أبريل 2016.

عملية تحرير لم تأت ارتجالا، بل جرى التحضير لها بشكل مدروس وبدعم من دول التحالف العربي، عبر تشكيل قوة بشرية من أبناء المحافظة مدعومة بوحدات عسكرية جنوبية محترفة، وتسليحها وتموينها  وتدريبها في مناطق صحراء حضرموت (رماه وثمود) والهضبة قبل عدة أشهر من بدء المعركة.

وعندما أصبحت هذه القوة جاهزة، أُعدت خطة الهجوم على معاقل "القاعدة" في "المكلا" من ثلاثة محاور، الأول من "الضبة" ميناء تصدير الزيت، والثاني باتجاه عقبة "عبد الله غريب" وصولاً إلى مطار الريان، والثالث الجهة القبلية إلى "جول مسحه" على مشارف مدينة المكلا، وقبل العملية بيوم واحد شن طيران التحالف العربي (السعودية والإمارات) غارات جوية مكثفة في الليلة الأولى على معسكرات القاعدة  في ساحل حضرموت.

وفي صبيحة اليوم التالي  24 أبريل 2016، اقتحمت قوات النخبة الحضرمية من جميع الاتجاهات مدينة المكلا بغطاء من الطيران، لحسم المعركة.
استشهد في هذه المعركة من قواتنا 340 شهيداً، بينما قُتل400 من العناصر الإرهابية، وأُسر عدد كبير منهم.

معركة تحرير ساحل حضرموت من القاعدة، كانت مصيرية، ولم يكن أمام أبناء حضرموت وأبناء الجنوب عامة من خيار إلا النصر.

 كانت النخبة الحضرمية صاحبة اليد الطولى في تحرير حضرموت، ولم تتوقف عند تحرير مناطق ساحل حضرموت، بل واصلت تحريرها مناطق أخرى خارج ساحل حضرموت، ومنها تحرير وادي المسيني (مائة كيلومتر غرب المكلا)، وهو معقل ومعسكر الإرهابيين، كما انتشرت النخبة في مرتفعات قارة الفرس ودوعن، وتمكنت من تطهيرها.

وادي حضرموت :

تبقى أمام نخبة حضرموت مهمة انتشارها في مناطق الوادي والصحراء أسوة بمناطق الساحل، لضمان أمن حضرموت كلية.

ولنجاح مكافحة الإرهاب

ولإنجاح ينبغي توفر الجدية والارادة ووحدة القرار والالتفاف حول القيادة سيكون النجاح بالقضاء على الإرهاب ومن يتبناه في كل ربوع الجنوب.

كما ينبغي تأمين مناطق الحدود البرية والبحرية وخلق شراكة مجتمعية وشراكة إقليمية ودولية، باعتبار الارهاب خطر اجتماعي ووجودي على الجميع.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري
 

الدراسات والتحليل

الأحد 28 إبريل 2024 21:14:24
الأحد 21 إبريل 2024 13:51:18