الاجتياح اليمني للجنوب.. نكبة مروعة حوّلها الجنوب لعمل ثوري وسياسي منظم
بينما يتذكر الجنوبيون ذكرى السابع من يوليو من عام 1994، مع الاجتياح الغادر لقوى الاحتلال اليمنية ضد الجنوب بكثير من الأسى والحزن، فإنَّ ما يُحسب للجنوب هو تمكُّنه من تحويل النكبة التي مرّ بها إلى انتفاضة شاملة.
ما يعاصره الجنوب في الوقت الحالي، إنما هو انتصار كبير لقضية شعبه العادلة وحقه في إزاحة قوى الاحتلال ومن ثم استعادة دولته كاملة السيادة، وهو حق جنوب لا يقبل أي مساومة أو تفاوض.
محطات فارقة في عمر التاريخ الجنوبي ربما مثّلت علامة فارقة في إطار المسار التحرري، ولعل واحدة من أهم هذه المحطات هو ما جرى في السابع من يوليو من عام 2007، مع انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي.
الحراك السلمي تخلله تظاهرات عارمة نظمها الجنوبيون في الكثير من الساحات، وفي مقدمتها العاصمة عدن، وكانت الشرارة الأولى واللبنة الأساسية في هذه الانتفاضة هي مشاركة المتقاعدين الجنوبيين من الضباط والمدنيين الذين فقدوا وظائفهم من جراء التسريح القسري الذي مارسته قوى الاحتلال.
الحالة الثورية في الجنوب استمرت مع مرور الوقت، حتى تحولت إلى عمل سياسي منظم يقوم على بناء المؤسسات الجنوبية القوية القادرة على مجابهة التحديات والتصدي لأي مخططات مثارة من قوى الاحتلال.
تأسيس المجلس الانتقالي في 2017 كان نقلة كبيرة للغاية في مسار العمل الوطني الجنوبي، وحقق الكثير من المنجزات غير المسبوقة، وفي مقدمتها نجاحات مكافحة الإرهاب وكذلك التصدي لأي مخططات مشبوهة كرّستها قوى الاحتلال لتغييب قضية شعب الجنوب عن الساحة ضمن سياسة التهميش المتعمد بجانب تركيز الجهود قدر الإمكان على تحسين الأوضاع المعيشية.