حربان على الجنوب.. إرهاب واحد ومؤامرات مشتركة ووطن متيقظ
رأي المشهد العربي
لم تكن حرب التسعينات الوحشية الظالمة التي شنتها قوى الإرهاب اليمنية ضد الجنوب هي الوحيدة التي فضحت حجم تطرف وخسة ونذالة تيارات الشر اليمنية، لكنها كانت مرحلة أولى من حرب تكررت ثانية في 2015.
القاسم المشترك في الحربين على الجنوب هو أن قوى الإرهاب اليمنية عبرت بوضوح عن حجم كراهيتها للجنوب، ومدى مساعيها المشؤومة والمشبوهة في النيل من أمنه واستقراره.
التاريخ أعاد نفسه عندما تكالبت المليشيات الحوثية والإخوانية في العدوان والحرب على الجنوب قبل سنوات قليلة، لتكرر نفس فداحة ووحشية الحرب الأبعد في التسعينات، في رسالة من تلك التيارات الخبيثة بأن استهداف الجنوب هو رغبتها الأساسية.
المتغير في المشهد بين الحربين ربما يتمثل في الجنوب نفسه، فجنوب اليوم ليس كجنوب الأمس، وهذا راجع إلى أسباب كثيرة لعل أبرزها أن الجنوب يملك قوات مسلحة باسلة قادرة على الزود عن أمن الوطن وصد مخططات قوى الشر.
هذه المعادلة العسكرية هي انعكاس لحجم عناية القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، التي قدّمت الحسم العسكري فوق كل المقدمات لتتمكن من المضي قدما في فرض الأمن والاستقرار في أرجاء الجنوب.
ولأن التاريخ هو خير مُعلِّم، فإنَّ الجنوب تعلم من كل دروس الماضي، سواء كانت لحظات مجده وانتصاره أو حتى أوقات استهدافه والعدوان عليه، وبات يستجمع كل عناصر القوة ليكون قادرا على التصدي للتحديات المختلفة.
تلك هي الرسالة التي استطاع المجلس الانتقالي أن يرسمها أمام شعبه الصامد، لطمأنته على مستقبله وحقه في تحقيق تطلعاته والتصدي لأي مخططات تستهدف عرقلة الجنوب عن تحقيق حلم استعادة الدولة.