ثائر..طفل يختزل معاناة وطن أبيه الشهيد وأمه ضحيّة السرطان
الجمعة 12 أكتوبر 2018 14:42:57
عادل حمران ل " المشهد العربي "
عبرت قصة طفل فقد والده ووالدته جراء المعاناة من الحرب التي خلقتها المليشيات الحوثية في اليمن، عن حجم الويلات التي يعيشها أطفال هذا البلد.
الطفل ثائر لم تكتفي حرب الحوثيين في إنهاء حياة والده قايد محمد طاهر والذي استشهد في أحدى معارك الساحل الغربي قبل عدة أيام، لكنها زادته ألماً بوفاة والدته أيضاً بمرض السرطان خلال حصولها على جرعات الكيماوي للشفاء من هذا المرض.
ومعاناة الطفل ثائر هي جزء بسيط من معاناة عائلة كاملة مكونة من 8 أطفال فقدوا الوالدين في أتون الحرب، لكنها كذلك تعبير واضح عن معاناة أخرى اسمها وطن بأكلمه.
الطفل "ثائر". عام تحيطه رائحة الموت من كل جانب
ومثّل رحيل الأم صدمة كبير لأطفال تلك الأسرة خاصةً مع عجز أفرادها على توفير ثمن لبن الأطفال لهذا الطفل ثائر ليتسبب ذلك الى جانب سوء التغذية في تحوله إلى مجرد هيكل عظمي.
ولعل سيرة الوالد قايد محمد طاهر تكن شافعة لأبنائهم في إمكانية البحث عن فرص لهم في الحياة، فقد جعل الطفل اسمه "ثائر" الذي يعني الغضب الشديد والتمرد وعدم الاستسلام سلاحاً له يكمل به حياته.
وحملت تفاصيل استشهاد رب تلك الاسرة قصة خاصة بدأت حينما انخرط في السلك العسكري بالضالع وانطلق مع رفاقه نحو جبهات الساحل الغربي ليقاتل بكل شجاعة ضد المليشيات الحوثية إيماناً بوطنه رغم فساد حكومة بلاده وتسببها في انهيار الاقتصاد.
والطفل ثائر البالغ من العمر عام واحد كانت معاناته امتدادا لحالة الحزن التي تعيشها اسرته حيث جرى نقله من مديرية الأزارق بمحافظة الضالع بعد تعرضه للجوع الشديد ونقص المناعة وسوء التغذية أمراض تسببت في إصابته بإسهال حاد، إلى مستشفى النصر بالضالع في محاولة لإنقاذه من الموت الذي يطارده.
ويعيش الطفل ثائر قصة مؤلمة ليس له ذنب فيها سوى ولادته في سنوات حرب ابتدعتها المليشيات الحوثية لتنفيذ أجندة خاصة.
وخلفت الحرب اليمنية آلاف من الأطفال الذين تشبه حالتهم الطفل ثائر، خاصةً وأن المجاعة نهشت أجساد الكثير منهم"
الدكتور جهاد الضالعي وصف حالة بعض أسر الضالع المطحونة بفعل الفقربالمتردية مصحوبة بعفة ورفعة وإباء مشيرا الى أن المجاعة في الضالع رصدتها منظمات محلية وأخرى إاثية قبل ثلاث سنوات حيث كان يجرى استقبال عشرات الحالات بشكل يومي، لافتاً إلى أن النسبة زادت خلال هذه الفترة بسبب التدهور الاقتصادي والارتفاع الجنوني في الأسعار.
وأضاف الضعالي لـ"المشهد العربي"، أن الطفل ثائر وهو أحد الأطفال الذين عانوا من مجاعة حاده بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر خصوصاً مع فقدان من يعولها.
ولفت إلى أن التدهور الاقتصادي في البلاد وضع الناس أمام حياة صعبة في ظل انتشار المجاعة، مشدداً على أن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال جميع الحالات الحرجة للأطفال.
وأبدى الضعالي تمنيه أن تقوم المنظمات الدولية ومركز الملك سلمان والهلال الاحمر الإماراتي بمد يد العون لإبناء الضالع لمساعدة تلك الحالات.