تحليل: وخاب مسعاهم مرة اخرى وسيخيب دائما بإذن الله
وخاب مسعاهم مرة اخرى وسيخيب دائما بإذن الله
ثابت حسين صالح*
عشية التظاهرة التي دعى لها بعض الناشطون في الخارج في ساحة العروض بخور مكسر كانت صحيفة "الثورة" الحوثية في صنعاء قد جهزت مانشيتات صفحتها الأولى، مبشرة ومحتفلة بسقوط الانتقالي وعدن والجنوب في بحيرة من الدماء مذكرة بأحداث يناير 1986م.
الصحيفة هي لسان الحوثيين حاليا ولسان كل مراكز النفوذ في اليمن التي تطمح من قديم الازمان وتعمل وتتآمر بدون كلل أو ملل للسيطرة على أرض الجنوب وما في باطنه من ثروات واستعباد وتهجير شعبه.
وقبل أن أتحدث عن تظاهرة خورمكسر تضامنا مع المختطف عشال...دعوني أذكر البعض ممن صدأت ذاكرته أو مات ضميره، أن أحداث يناير 1986 المشؤومة لم تكن سوى الحلقة الدموية الأكبر من أحداث استهداف القيادات الجنوبية بدءا من انقلاب 22 يونيو 1969 تحت مسمى "القضاء على اليمين الرجعي" الذي كان هدفه الغير معلن إلغاء الهوية الجنوبية من مسمى الدولة، مرورا بالإنقلاب على الرئيس سالمين تحت مسمى "اليسار المغامر" وحتى تسليم الدولة كاملة لنظام صنعاء في 22 مايو 1990, ثم حرب احتلال الجنوب الاولى عام 1994 باسم "الشرعية" والتي حاكمت فيها صنعاء قائمة ال 16 التي لم يكن فيها أي شمالي من الذين كانوا ضمن قيادة دولة الحزب والدولة، وحرب احتلال الجنوب الثانية عام 2015م تحت مسمى "ملاحقة الفار هادي"ومحاولات اقتحام عدن المتكررة وخاصة خلال عام 2019 باسم "الشرعية" أيضا!!!
وأما أحداث يناير 86 فرغم الباسها لباس "الصراع بين الرفاق" إلا أن بصمات صنعاء كانت فيها واضحة وملطخة بالدماء.
واليكم عدد من الأدلة وهي معلومات مؤكدة وليس مجرد تحليل:
أولا: أن هذه الأحداث قد تفجرت بعد عودة الرئيس علي ناصر بعد مروره على صنعاء في طريق عودته إلى عدن بعد زيارة شملت إثيوبيا وبلغاريا.
ولم يكن المرور بصنعاء مخططا له، لكنه تم بإلحاح من الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح على الرئيس الجنوبي الاسبق علي ناصر بأن لديه "وثائق في غاية الأهمية والسرية التي يجب تسليمها له شخصيا يدا بيد".
كان فحوى هذه الوثائق التي لم تكن سوى تقارير مخابراتية ملفقة "أن الجماعة يخططون لاغتيالك بمجرد عودتك إلى عدن".
بينما كان الطرفان الجنوبيان قد اتفقا إلى حل الخلاف حول ترتيب سكرتارية اللجنة المركزية من خلال اجتماع في العاصمة البلغارية صوفيا شارك فيه كل من أحمد مساعد حسين وعلي سالم البيض كممثلين عن علي ناصر وعلي عنتر وبشهادة كل من مسدوس وبن حسينون.
الدليل الثاني هو موقف صنعاء من تلك الأحداث المحرض والداعم والتهديدات بالتدخل لصالح طرف ضد آخر والدور الدموي والتحريضي والتأجيجي الذي لعبه بعض المندسين في الأمن والجيش الجنوبي قبل واثناء وبعد تلك الأحداث.
وعودة إلى تظاهرة خورمكسر التي رفعت صورة المختفي عشال بينما دخل فيها بعض المندسين المسلحين من حاملي علم اليمن الافتراضي ارادوا تحويلها إلى فتنة جنوبية، لكن الله خيب مسعاهم، وحكمة القادة الجنوبيين ويقظة شعب الجنوب وجيشه وامنه البواسل هي التي افشلت وستفشل كل المؤامرات والدسائس.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري