تحليل: وفي محافظة المهرة كان مسك الختام
وفي محافظة المحافظة كان مسك الختام
ثابت حسين صالح*
في التاسع عشر من أكتوبر الجاري تجمع الآلاف من أبناء المهرة في ساحة الاحتفال بمدينة الغيضة بذكرى ثورة 14 اكتوبر 1963م، مجسدين روح الفخر والاعتزاز بهذه الذكرى العظيمة.
محافظة المهرة هي البوابة الشرقية للجنوب، وثاني محافظة بعد حضرموت من ناحية المساحة.
ورغم أن هذه المحافظة هي الأقل عددا من حيث السكان بعد ارخبيل سقطرى...ألا انها تمتاز بأهمية جيوسياسية وتاريخية وثقافية بالغة..
حيث تمتلك شريطا حدوديا بريا طويلا بين الجنوب وبين كل من سلطنة عمان والسعودية، وشريطا ساحليا كبيرا على البحر العربي، وبالتالي للمحافظه العديد من المنافذ البرية والبحرية والجوية الهامة.
وتختزن هذه المحافظة ثروات وخيرات اقتصادية ثمينة وتتمتع بتنوع مناخها وجغرافيتها.
خلال المهرجان الحاشد، جدد أبناء المهرة عهدهم بالمحافظة على وحدة الجنوب وصون هويته، مؤكدين أن وحدة الأرض والهوية الجنوبية هي أسمى أهدافهم، ورفضوا بقوة كل دعوات ومحاولات التقسيم التي يروج لها أعداء الجنوب، مشددين على ضرورة التكاتف من أجل تعزيز الهوية الجنوبية وتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي.
واكتسبت هذه الفعالية أهمية بالغة ذات رسائل سياسية جنوبية هامة للداخل والخارج، خصوصا انها أتت بعد الاحتفالية الحاشدة التي شهدتها سيئون حضرموت يوم 14 أكتوبر والتي قالت فيها حضرموت كلمة الفصل، وأكدت على الهوية الجنوبية لحضرموت ووحدة أبناء الجنوب واصطفافهم تحت راية الجنوب وبقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي حتى استراداد كافة حقوق حضرموت والجنوب عامة وفي مقدمتها حق السيادة والاستقلال على كامل أرضه وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاه لشعب الجنوب الأبي.
لذلك مجددا يؤكد شعب الجنوب تمسكه بخياره الاستراتيجي واستعدادة لمواجهة كافة التحديات والتهديدات.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري