تحليل: محاولة لقراءة السياسة الأمريكية تجاه الملف اليمني
محاولة لقراءة السياسة الأمريكية تجاه الملف اليمني
ثابت حسين صالح*
دعمت الولايات المتحدة في العهد الاول للرئيس الامريكي رونالد ترامب، انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية دبلوماسيا وعسكريا واستخباراتيا، بعد انقلاب مليشيات الحوثي على هادي مع أوائل عام 2015م.
كانت الإدارة الأمريكية تراقب وتسيطر على مسار الحرب من خلال الرباعية المكونة منها ومن بريطانيا، المملكة والامارات التي انيط بها مسؤولية "اليمن" وفقا للقرارات الاممية التي صدرت تحت البند السابع.
جنوبا أشادت الولايات المتحدة بدور القوات المسلحة الجنوبية في انجاح عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين -التي صنفتها جماعة ارهابية مع نهاية عام 2015-، وبدور القوات الجنوبية ونجاحاتها في مكافحة جماعات الارهاب وعلى راسها تنظيم القاعدة.
والتقى الرئيس عيدروس الزبيدي كرئيسا للمجلس الانتقالي الجنوبي، وفيما بعد بصفته أيضا نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي العديد من المسؤولين الامريكيين بما فيهم وزير الخارجية والمبعوث الامريكي...وزار الولايات المتحدة مرتين للمشاركة في الاجتماعات السنوية للامم المتحدة وأجرى لقاءات مهمة مع مسؤوليين امريكيين واجانب وضع فيها قضية الجنوب في صدارة محادثاته...واستقبل بحفاوة كبيرة من قبل الجاليات الجنوبية في العديد من الولايات الأمريكية.
وبالعودة إلى الموقف الأمريكي من الحرب تجدر الإشارة إلى ان السياسة الأمريكية اختلفت كثيرا في عهد الرئيس بايدن، حيث أعلن وزير الخارجية بلينكين في 12 فبراير 2021 إلغاء تصنيف جماعة الحوثيين جماعة ارهابية معللا ذلك بالوضع الإنساني...واوقفت دعمها الاستخباري لعمليات التحالف العربي وجمدت بعض صفقات سلاح كانت في طريقها للمملكة والامارات.
وعلى الرغم من ان إدارة بايدن اعادت تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية 17 يناير/ 2024، وبصيغة أكثر تشددا...ألا أن موقفها من ارهاب الحوثيين ضد الجنوب وفي مناطق سيطرتهم وفي البحر الاحمر وصف بالمتخاذل.
سنلاحظ هنا أن القرارات والمواقف الأمريكية كانت تتغير وفقا لتغير المصالح الأمريكية أولا وأخيرا...إضافة إلى متطلبات العلاقات التي تربطها بكل من السعودية وايران.
يتبع...
*باحث ومحلل سياسي وعسكري