تعيين السعدي بالأمم المتحدة يثير الجدل.. وشبهات حول علاقته بالإخوان
رأي المشهد العربي
فجر قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين عبدالله علي فضل السعدي سفيرًا فوق العادة ومندوبًا دائمًا لليمن لدى الأمم المتحدة في نيويورك حالة جدل كبيرة في الأوساط السياسية بالبلاد.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أصدر قرارًا رئاسيًا، قضى تعيين عبدالله علي فضل السعدي سفيرًا فوق العادة ومندوبًا دائمًا لليمنعلى ف لدى الأمم المتحدة في نيويورك خلفًا لأحمد عوض بن مبارك .
وبعيدًا عن مدى استحقاق عزل أحمد عوض بن مبارك من منصبه، خاصةً وأن الكثير من النقاط تتعلق بهذا الملف لما للرجل من محاسن ومساوئ، إلا أن الأخطر في القرار هو هوسة الشخص المعين حديثًا وخلفيته السياسية.
وبعيدًا عن مسألة التشكك أو إلقاء التهم فإن خلفية السعدي التي تميل بشكل كلي إلى جماعة الإخوان بدت واضحة من خلال احتفاء المؤسسات الإعلامية والصحفية الإخوانية بتعيينه في هذا المنصب الحساس، وتعمدت إظهار تصريحاته الإيجابية حول اليمن وسعيه إلى زيادة المكاسب الخارجية للشرعية.
وبتقليب صفحات السعدي فإن منصبه السابق كسفير لليمن في تركيا والذي استمر فيها أكثر من عامين، يوضح مدى خطورة هذا القرار وسبب صدوره في هذا التوقيت الحساس.
الخلافات الأخيرة التي دبت تؤكد وجود أطماع حقيقية لدى الإصلاح في السيطرة على مفاصل الدولة وسعيها نحو امتلاك القرار السياسي بالبلاد.
ونص القرار الذي نشرته وكالة أنباء سبأ الحكومية وحمل رقم (74) لسنة 2018 على تعيين عبدالله علي فضل السعدي سفيرًا فوق العادة ومندوبًا دائمًا لليمن لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وجاء القرار بعد نحو ستة أشهر من قرار مماثل قضى بتعيين أحمد عوض بن مبارك مندوبًا لدى الأمم المتحدة إضافة لمهامه كسفير فوق العادة ومفوضًا للبلاد لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
والسعدي هو سفير اليمن في تركيا منذ تعيينه بقرار رئاسي في أغسطس من العام 2016.
ولمعرفة مدى خطورة القرار كان لزامًا البحث في مدى حساسية منصب سفير البلاد لدى الأمم المتحدة.
ومنظمة الأمم المتحدة هي عبارة عن منظمة دولية تشمل تحت مظلتها كافة الدول المستقلة التي تتمتع بسيادة تامة على أراضيها، حيث تم الإعلان عن تأسيس المنظمة للمرة الأولى في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في عام 1945م لتحل محل المنظمة المعروفة باسم عصبة الأمم والتي فشلت في لعب الدور المنوط بها خلال فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية.
من الأدوار المنوطة بمنظمة الأمم المتحدة هي العمل على إيجاد سبيلًا للتحاور بين الدول والتوصل إلى حلول عادلة وقانونية توأد أسباب الحروب في مهدها وقبل اندلاعها، ويأتي ذلك في سياق الهدف الأسمى والرئيسي الذي تسعى إليه المنظمة والذي تم تأسيسها في الأصل من أجله، ألا وهو حفظ السلام العالمي والحد من احتمالات نشوب الحرب لأي سبب وبين أي طرفين في مختلف أرجاء العالم.
ويعتبر فض المنازعات بين دول العالم المختلفة بشكل سلمي أحد المهام الواقعة على عاتق منظمة الأمم المتحدة العالمية، وتتشارك في تحقيق ذلك الهدف الأجهزة الرئيسية الستة التي تتشكل من خلالها منظومة الأمم المتحدة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية، التي تلجأ عادة الدول إليها بهدف الفصل فيما يتعلق بترسيم الحدود السياسية بين الدول وبعضها.
وتتضمن مهام تلك المنظمة حماية حقوق الإنسان في مختلف أرجاء كوكب الأرض، كما تعي منظمة بمنع اندلاع الحروب بشكل كامل، وكذلك محاربة انتشار الأسلحة والعمل على نزعه بطرق سلمية.
إذن تعيين السعدي سفيرًا لليمن بمنظمة الأمم المتحدة سيلعب دورًا بارزًا في مسألة التفاوض مع الحوثيين وهو الأمر نفسه الذي تحوم حوله العديد من الشبهات كون العلاقة بين الإخوان والحوثيين يشوبها الكثير من اللغط، وسط تسريبات بوجود تعاون كبير بينهما.
"السعدي" كان له العديد من التصريحات المثيرة في السابق أهمها تمجيده في تركيا وقطر ووصفهما بأنهما يمدان يد العون لكل من يعانون في العالم.
وأشار السعدي إلى أن جزءا من آلاف الأطنان من المساعدات التي قدمها البلدين تم توزيعها بالفعل على المستحقين في اليمن، مشيرًا إلى أن تركيا تدعم الحكومة اليمنية في هذا الوقت الحرج، وتقدم لنا مساعدات إنسانية في المجالين الاقتصادي والصحي.
ما سبق يثير بالفعل الكثير من الجدل حول قرار تعيين "السعدي" ويخرجه عن إطار القرار البروتوكولي والطبيعي ولكن ما خفي كان أعظم وستكشف الأيام المقبلة الكثير من هذه الأمور.