استقالة ليبرمان.. كيف انقلب السحر على الساحر؟ تقرير
رأى محللون أن الفشل الذي حققه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، هو ما وضع مستقبله السياسي على المحك، بعد التصعيد الأخير في قطاع غزة، الذي على ما يبدو كان القشة التي قسمت ظهر البعير، ودفعته إلى تحرك غير مسبوق داخل حزبه المتشدد "إسرائيل بيتنا"، والتقدم باستقالته من حكومة نتنياهو.
وجاء التوتر السياسي الذي حدث في الداخل الإسرائيلي، نتيجة مواجهة حادة نشبت بين ليبرمان ونتانياهو، عقب اجتماع الكابينت الأخير، على إثر تباين الآراء بينهما بشأن موجة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، والتي عارض خلالها وزير الدفاع قرار التهدئة الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت)، وكان يدفع باتجاه التصعيد مع حماس.
وفي تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، شكك الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر، أن تكون العملية الأولية التي نفذتها قوات الاحتلال بالتسلل داخل غزة والاشتباك مع عناصر من حماس، بعلم نتنياهو، مؤكداً أن نتنياهو يعلم أكثر من سواه معنى المغامرة بإدخال جنوده في عش الدبابير (غزة)، وربما جاء سفره للتضليل، فقد عملها سابقا حين زار الجولان صباح يوم اغتيال القيادي بحماس الجعبري.
وأضاف إلى أنه بعد اكتشاف أمرهم وقيام عناص حماس بمطاردتهم والتعامل معهم، تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي ليقوم بعمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة، ما أدى مقتل عدد من عناصر حماس ومواطنين فلسطينيين.
وأشار إلى أنه من الواضح أن إسرائيل كانت تسابق الزمن لتنفيذ هذه العملية، قبل إتمام أي تفاهمات ميدانية في القطاع، ربما للخروج بصورة انتصار "متوهم".
من جانبه رأى رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أن من المحتمل أن تكون القوة الصهيونية، قد أرادت تنفيذ عملية أمنية هادئة داخل قطاع غزة، لكن تصدي عناصر حماس هو ما زاد الأمور صعوبة على الجانب الإسرائيلي وأدى إلى انكشاف الوضع.
وأوضح في حديثه أن هذ العملية ربما كان من المقرر، أنىتكون عملية جمع معلومات أو زرع أجهزة تجسس أو تنفيذ اغتيال أو خطف، فتم اكتشافها والتصدي لها من قبل عناصر حماس، وهو ما أدى لشن الاحتلال سلسلة من الغارات في محاولة لإنقاذ قوات لا يزال مصيرها مجهولا، وهو ما يفسر هذا العدد من الضحايا".
وأضاف الشوربجي، معلقاً عما قام به الاحتلال: "هذا عمل خطير وخرق واضح لأجواء الهدوء، الذي تسعى الأطراف لتثبيته في غزة، ويضع عملية التهدئة برمتها على المحك، ويعيد الأوضاع لأجواء التصعيد ودوامة المواجهة من جديد".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي وحماس لا يرغبان في الذهاب إلى مواجهة مباشرة ولكن التطورات على الأرض قد تقود للتصعيد، مضيفا أن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في التوصل لتهدئة أو استمرار التصعيد.
ورأى محللون أن العملية التي نفذها جيش الاحتلال مساء الأحد، فشلت على الرغم من أن نتنياهو تجند من أجل تضليل عناصر حماس، ودفعها لعدم أخذ الاحتياطات اللازمة"، مؤكدا أنه "لا يمكن تنفيذ هذه العملية دون الحصول على تصريح مسبق من نتنياهو"، وفق ما أورده النعامي الذي أكد أن الاحتلال "خسارته مزدوجة" في هذه العملية.
وأكدوا أنه في حالة أسفرت العملية عن مقتل قائد الوحدة الخاصة في لواء "جولاني"، الذي قاد العملية الإسرائيلية، فإن الكثير من المستويات السياسية والعسكرية في تل أبيب ستدفع الثمن، مؤكدين أن ليبرمان موصوم بالفشل الأمني، ما دفعه لإنهاء حياته السياسية
من جانبها علقت حماس على استقالة ليبرمان، مؤكدة أنها جاءت بعد عجزه عن مواجهتها في قطاع غزة.
واعتبرت خلال تصريحات صحفية، أن استقالة ليبرمان انتصار سياسي للمقاومة التي أربكت المؤسسة السياسية الإسرائيلية، موضحة أن ما يطمح إليه الفلسطينيون هو إنهاء الاحتلال بالكامل وليس إنهاء الحياة السياسية لليبرمان.