تحليل: حل الدولتين الحل العادل والامثل لفلسطين ولليمن

الثلاثاء 29 يوليو 2025 21:21:00
تحليل: حل الدولتين الحل العادل والامثل لفلسطين ولليمن

حل الدولتين الحل العادل والامثل لفلسطين ولليمن

ثابت حسين*

قادت المملكة العربية السعودية حملة جهود دبلوماسية مكثفة لتبني حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين بعد حروب طاحنة ودمار تحملها الشعب الفلسطيني منذ 1948م.

اليوم تعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعمال «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، ويهدف المؤتمر، بمشاركة دولية وأممية، إلى تحقيق مسار ملزم يعزز الاعتراف بدولة فلسطين، ما يحقق فرص السلام الإقليمي.

هذا الحدث يطرح سؤالا منطقيا عن إمكانية وواقعية واحقية حل الدولتين للأزمة والملف اليمني بعد سنوات طويلة من الازمات والحروب وما سببته من قتل ودمار لكل من الجنوب والشمال.

حل الدولتين في سياق فلسطين يشير إلى الفكرة القائلة بإنشاء دولتين مستقلتين، دولة فلسطينية الى جانب الدولة الإسرائيلية القائمة، تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمان.

هذا الحل يعتبر حلًا مقبولًا في المجتمع الدولي وقد تم دعمه من قبل العديد من الدول والمنظمات، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذه، مثل المطامع التوسعية لإسرائيل في المزيد من الأراضي الفلسطينية، قضايا اللاجئين، والقدس.

فيما يتعلق باليمن، فتطبيق فكرة مشابهة لحل الدولتين ليس مطروحا الآن بنفس القدر الذي وصلت إليه قضية فلسطين...رغم ان النزاع في اليمن يتعلق بالصراع الوجودي بين الجنوب العربي والشمال اليمني فيما يخص الوحدة اليمنية التي أعلنت عام 1990. ففي الوقت الذي يحاول بل يعمل الشمال منذ حرب 1994 على فرض الوحدة على الجنوب بالقوة وبسلسلة من الحروب الصامتة...يرفض الجنوب بأغلبيته الساحقة رفضا قاطعا البقاء في هذه الوحدة تحت أي شكل من الأشكال...ويطالب باستعادة دولته التي كانت قائمة حتى 21 مايو 1990.

أحداث حرب 2015 أكدت هذه الحقائق مرة أخرى أن هذه الحرب التي حاضتها قوات صنعاء بقيادة الحوثيين هذه المرة كان هدفها الأساسي القضاء على الحراك الجنوبي السلمي وإعادة احتلال الجنوب.

الحقيقة الأخرى أنه بينما قاوم الجنوبيون مليشيا الحوثي واجبروها على الانسحاب من الجنوب...فإن قوى الشمال التي انضوت تحت مظلة الشرعية قد تخاذلت بل وتخادمت مع الحوثيين وكانت أحد أهم عوامل بقاء واستمرار سيطرة الحوثيين على الشمال، ومحاولات كسر مقاومة الجنوب عسكريا وبحروب الخدمات والمرتبات ودعم الجماعات الارهابية والتخريبية.

أي حلول ناقصة أو جزئية لا تستهدف فقط الالتفاف على الاستحقاق الجنوبي وعلى الحل العادل والشامل...بل وستؤدي إلى استمرار حالة الحرب والأزمات وتداعياتها الإنسانية على الشعبين.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري

الدراسات والتحليل

الأحد 30 نوفمبر 2025 14:25:10
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 12:52:13
الخميس 13 نوفمبر 2025 16:46:30