جيل الركام
عبدالقادر القاضي
- في عزاء الاصلاح
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الرجل الذي يحترمه عيدروس
- وتبقى المحبة والاخاء على حدود عام 90
على اعتاب السنة الرابعة من الحرب والتي ستكون ذكراها بعد ثلاثة أشهر من الان وتحديدآ في مارس ٢٠١٩م .
شمالآ متعب .. وجنوبآ منهك .. والمعركة باتت معركة على أطلال وطن وبقايا أرواح مواطنين متعبون كفروا بكل ما انزل عليهم من قرارات وسياسات عفنة وحكومات فاشلة وفساد بات يمشي بيننا وقحآ متباهيآ بقوته.
اربع سنوات عجاف مرت على ظهر هذا الشعب كانت فيها التصريحات العنترية والأخبار اللولبية والزوامل المريخية والشيلات الحماسية ..
لم يتغير شيء في أربع سنوات سوى زيادة في ترهل وهلامية الشرعية وتغيير اخر وهو أن المباحثات تغيرت من جنيف إلى السويد وخلق سقف جديد لتطويل هذه الحرب التي تصب في صالح جميع الأطراف واولها الشرعية نفسها التي ستتغير وستتبدل مع ظهور اول اتفاق سياسي نهائي إن أراد المجتمع الإقليمي والدولي إنهاء الحرب والأمر نفسه ينطبق على الجانب الآخر وهم جماعة الحوثي التي تعرف جيدا ان اي حل سياسي قد ينهي سيطرتها وينهي عهدها في الحكم الذي انتزعته لنفسها عبر انقلاب بقوة السلاح وتلك مسألة يرفضها الإمام الحوثي التواق لاستعادة حكم الامامة كن منطلق سلالي عفن .
المسألة تعدت ان تكون مجرد حرب تقليديه بل باتت مسألة اقتسام مربعات وجغرافيا واخذ شعوب واهالي تلك الجغرافيا رهائن فوق الأرض ويسمونهم مجازآ ما يعرف ب الشعب.
اربع سنوات عجاف .. أعادت البلاد بجملتها شمالها وجنوبها إلى ما قبل أكثر من ٥٠ عام واكثر .. واربع أخرى كفيلة بأن يكون قد خلق لنا جيل عمرة قرابة العشر سنوات لا يعرف عن ما قبل الوحدة ولا يعرف الوحدة ولا يعرف ما كان من فشل بعد الوحدة..
بعد اربع سنوات أخرى إن استمر الوضع بهذا الأداء السياسي الباهت والرخو المغيب لمستقبل الاجيال سنجد اننا نحتضن جيل جديد لاتعرف براعمه سوى عهد الكانتونات والمربعات الأمنية والمتارس وخطاب الحرب وتعودت عيناه على الهدم ولم يعتاد ان يرى كيف هو البناء ..
اربع سنوات عجاف فرضت علينا حربآ وجوعآ وتشردآ كشعب وأفراد بغض النظر ان كان ذلك شمالآ أو جنوبا ... كانت قاسية علينا جميعآ .
لكنها بنفس الوقت كانت أربع سنوات من الرخاء والاستجمام والسفريات وتضخم الأرصدة البنكية من شبكة فساد كبرى استطاعت أن تحصل على موطىء قدم في حكم البلد من خلال شرعية مهترئة متخبطة بالكاد تدير معركة بقائها حتى وإن كان ذلك على حساب خلق جيل لا يعلم إلا الله كيف سيديرون بقايا خرائب بلاد بأكملها .
تلك الخرائب التي انتجتها مراحل سياسية متراكمة ،، وللاسف من سخرية السنين ان من تسببوا بها او كانوا مشاركين فيها باي حال من الأحوال هم اليوم أنفسهم من يديرون المشهد بأدوات ركيكة وعقول خاوية تبحث عن الراتب والمناصب والعلاوات اكثر من بحثها عن حلول لخدمة الناس .
الجميع لا يردون حل .. فالحل بأختصار هو انتهاء عهد جميع الأطراف المتحكمة الان بالمشهد وخلق مشهد جديد مفترض .. وهذا لن يسمح به الطرفين وكل ما سيحدث هو فقط تغيير أسماء أماكن المباحثات ... اما الواقع فهو شتات يزداد شتات وجيل ينشىء فوق واقع من ركام حرب لاناقة له فيها ولا جمل .
لذلك حينما نرى مؤشرات حقيقة لوجود حل أو حتى لوجود مؤشرات لايجاد حل حقيقي من قبل المتحكمين بالمشهد سنكون اول من يفند ويكتب ويتابع الأحداث...
اما ما يحدث الآن بعد مرور أربع سنوات من الحرب والموت والدمار هو أقرب ان يكون كمن يأكل الفشار وهو يتأمل لهذه الصورة التعيسة لطفل من أطفال جيل الركام .