المطبلون السياسيون..!
محمد العولقي
المزيد* هل يواجه الصحفيون السياسيون مشكلة في وضع علاقتهم بأطراف العملية السياسية في إطارها السليم القائم على الندية وليس التبعية؟
* سؤال أمضغه يوميا على خلفية أنني لم أقرأ منذ فترة طويلة موضوعا أو مقالا أوجع وزيرا فاسدا أو مسؤولا خاملا أو مقاولا نافذا.
* ترى كم صحفيا وطنيا جادا كشف عبث وزير، وفضح سلوك مسؤول حكومي جلب أهله وحاشيته لتحتل وزارة على حساب ذوي الشأن من الكفاءات؟
* ثم هل يمكن للصحفي السياسي أن يدرك فداحة الوهم الذي يزرعه في حياة الناس البسطاء؟* نعم زادت المساحات الإعلامية في اليمن، وانتشرت المواقع الإلكترونية في الفضاء الواسع كالجراد، لكن غاب الانضباط والوعي والمصداقية وأصبح الصحفي السياسي يلهث وراء وزراء فاسدين ومدراء عابثين بصورة مذلة.
* صار عندنا الصحفي السياسي (الخضعي) الذي يكتب بالتوجيه عن بعد، إما طمعا في شويه قات بارحي، أو طلبا لوجبة غداء دسمة.
* انظروا حولكم، ستجدون الصحفي الذي باع قضية شعبه مقابل سيارة أو شقة، وستجدون الصحفي الذي انتقل من ضفة الدجاج إلى ضفة اللحم المندي، هناك من يوجه وهناك من ينفذ دون نقاش.
* كلا والله لا أدعو الصحفي السياسي لمهاجمة السياسيين عمال على بطال، ولا أريد لهم استقصاد مدير أو التربص بوكيل، فقط أطلب منه أن يؤدي دوره في النصح والإرشاد وتبني سياسة النقد اللاذع حتى يشعر كل وزير فاسد أو مدير عابث أنه مراقب من مندوب السلطة الرابعة (مان تو مان).
* في اليمن أصبح الصحفي السياسي معلقا على حبال السياسيين، يرونه مجرد (ناقل) للحدث وليس من حقه أن يجاهر برأيه، فهو إن خالف الحكومة في سياستها ألبسوه ثوب الخائن العميل، وإن سار على نهج كيد أنثى العنكبوت صار في نظر المواطن الغلبان مجرد (بغبغان) يردد ما يقوله السياسيون..!