في حضرموت الانتقالي يعيد اكتشاف نفسه

تتباهى قيادة المجلس الانتقالي بالإجماع الشعبي والالتفاف الجماهيري حول المجلس والذي يبدو جليا ومشهودا وملموسا.

فذلك الإجماع بلغ اليوم في انتقال الجمعية الوطنية وقيادة المجلس إلى حضرموت وانعقاد دورة الجمعية الثانية في حاضرة حضرموت "المكلا"  ذروته إذ عبرت الصور المتعددة المنقولة من هناك عن مدى وجود وحضور وثقل المجلس الانتقالي الجنوبي في الشارع الجنوبي وتأثيره فيه.

فرحلة انتقال قيادة وأعضاء جمعيته الوطنية إلى حضرموت برا عبر طريق بري يبلغ طوله نحو سبعمائة كلم وصور ترحيب المواطن الجنوبي في كل المدن والقرى الواقعة على طول الطريق ومشهد الاستقبال الشعبي الحار من قبل أبناء المكلا وحضرموت كافة تؤكد مايتمتع به المجلس الانتقالي الجنوبي من قبول لدى المواطن الجنوبي.

فقرار انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في المكلا يعتبر قرار حكيم له دلالات سياسية كبيرة تنم عن تطور ملحوظ في سياسة قيادة المجلس وتعاطيها مع الواقع المستجد وتماشيه مع الأحداث ووقع مجرياتها.

وتؤكد تغيير قيادة المجلس وسائل وطرق تخاطبها مع الآخرين على الصعيدين الداخلي والخارجي وإرسال رسائل المحبة والطمأنينة إلى الأشقاء والأصدقاء ودحض الأكاذيب والإشاعات التي يبثها أعداء الجنوب ويروجون لها على نطاق واسع بهدف تخويف الإقليم والعالم من خطورة عودة دولة الجنوب عليهم.

أن إنعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في مكلاء حضرموت وسط هكذا زخم جنوبي وفي خضم ترحيب شعبي كبير له دلالات ومعاني سياسية كبيرة منها تأكيد واحدية ارض الجنوب وتأكيد مسوؤليته عنها كلها دون أستثناء أمام الله والعالم وتأكيد إجماع الشعب الجنوبي وتأييده الكامل للانتقالي كحامل سياسي للقضية الجنوبية.

كما أن ذلك الاستقبال وتلك الحفاوة اثبتا بما لايدعي مجالا للشك ان الانتقالي مرحب به في كل منطقة من أرض الجنوب.

في حضرموت الخير والتاريخ والحضارة ووسط مجتمعها المتحضر الموال للسلم والمدنية والوسطية اكتشف المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه مجددا وأقاس ثقله وحجم حضوره وتأثيره.

ومن حضرموت الكبيرة مساحة وسكانا واقتصادا وتاريخا تزودت قيادة الانتقالي بطاقة البقاء والصمود واستلهمت روح الإصرار والتحدي على مواصلة خوض معركة استرداد الحق المسلوب وإعادته إلى أهله الشرعيين.

من حضرموت رسم شعب الجنوب صورة واضحة لحبه ودعمه والتفافه حول ممثله السياسي وحامل قضيته مجددا تفويضه الكامل لقيادته.

وهو الشي الذي اتمنى ان تكون قيادة المجلس الانتقالي قد فهمته من خلال التدقيق في تفاصيل الصورة وترجمة رسالتها وبالتالي العمل على تحقيق ما حملته من رسائل  وأحلام وأمنيات.