بطالة الشباب.. وقود حوثي لإشعال الصراع في اليمن
الجمعة 22 فبراير 2019 19:57:51
شكلت زيادة نسبة البطالة التي وصلت معدلاتها إلى أكثر من 60% داخل اليمن وقودا قليل التكاليف تستخدمه مليشيا الحوثي لإشعال الصراع في اليمن، وذلك بعد أن نفذت عمليات تجنيد ممنهجة لآلاف الشباب الذين لا يجدون قوت يومهم.
وأصدرت ميليشيات الحوثي أوامر وتهديدات للمسئولين التابعين لها في عدة محافظات بالقرب من الحديدة بهدف حشد مقاتلين وإرسالهم إلى جبهات القتال، ومن هذه القرارات الإلزامية التي تنتهك حقوق المدنيين إجبار أعضاء البرلمان الموالي لهم في محافظات مجاورة للحديدة على حشد مقاتلين والتحرك إلى جبهة الساحل الغربى.
وهددت ميليشيات الحوثى سكان المحافظات المجاورة للحديدة بوصول المعركة إليهم ما لم يرسلوا أبنائهم لساحات القتال، كما حذرت الميليشيات سكان المناطق التي لم ترسل أبنائها للالتحاق بأرض المعركة بأنهم سيصبحون هدفاً لضرباتهم، كما سارعت الميليشيات لاتخاذ خطوات على الأرض بفرض تجنيد 12 شخصا من كل قرية في محافظة المحويت.
وتواصل ميليشيات الحوثيين عمليات الضغط من أجل تجنيد الشباب فى صفوفهم ضد الشرعية عن طريق عدة طرق منها الترهيب ممثلة في قطع الانترنت وشركات الاتصال لعزل المناطق المجاورة عن العالم، وقطع المياه عن المدنيين في الحديدة، ونهب المعونات وجعلها حصرية للموالين لهم وتغريم من يرفض التجنيد في صفوفهم بمبلغ 20 ألف ريال.
كما تلجأ العناصر الحوثية إلى طريق آخر لتجنيد الشباب اليمنيين فى صفوفهم وهو طريق الترغيب عن طريق إغراء بعض السكان بالمال مقابل الانضمام لهم، فضلا عن تقديم وعود لهم بصرف المزيد من الأموال والمميزات في مناطق إقامتهم.
ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون تجنيد الشباب "عبر طرق متعددة تارة عبر خطباء المساجد أو عبر سماسرة التجنيد، لكنهم يواجهون رفضا واسعا وعزوف كثير من الشباب عن الاستجابة، لذا يعمدون إلى "الضغط على شيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية للحشد.
ويواجه الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه المليشيات تعبئة فكرية واسعة تنذر بالخطر ويستدعي من الجميع تكثيف جهودهم وهممهم في سبيل التصدي له وتصيح مفاهيم الأجيال حول حقيقة الحياة والوجود والتدين والسيادة، إلى جانب توعيتهم بأهمية الديمقراطية كسبيل وخيار وحيد للتبادل السلمي للسلطة.
ويرى العديد من السياسيين أنه من المؤسف أن هناك الكثير من الجهات الحكومية المعنية برعاية وحماية الشباب وتحصين أفكارهم وفي مقدمتها وزارات «التعليم - الشباب والرياضة - الأوقاف - الإعلام» وغيرها، لا يزال دورها مفقود تماما في هذا الجانب حتى اللحظة، بل أنها لا تعير الأمر أدنى اهتمام، غير مدركة بطبيعة الأخطار والتبعات الكارثية التي يمكن أن تنجم عن ذلك في المستقبل القريب.
وفي المقابل فإن التحالف العربي يحاول التعامل مع ذلك المأزق من خلال دعم الاقتصاد اليمني، وإدماج آلاف الشباب في مئات المشروعات التطوعية التي يشرف عليها الهلال الأحمر الأماراتي ومؤسسة الملك سلمان.
واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تترك بصمات إنسانية وخدمية وتنموية واضحة في اليمن، خلال "عام زايد 2018". فلقد أحدثت طفرة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين اليمنيين في المناطق المحررة، وهو ما جرى من خلال جذب الشباب للعمل الخدمي في العديد من المحافظات المحررة.