من وراسو إلى شرم الشيخ.. القوى الإقليمية تحاصر إرهاب إيران بالمنطقة العربية

الأحد 24 فبراير 2019 22:22:27
من وراسو إلى شرم الشيخ.. القوى الإقليمية تحاصر إرهاب إيران بالمنطقة العربية

شهد المجتمع الدولي خلال الشهر الجاري انعقاد قمتين عالميتين شارك بهما عدد كبير من القوى الدولية الفاعلة، الأول كان في العاصمة البولندية وارسو مطلع الشهر الجاري، والثاني بمنتج شرم الشيخ السياحي في مصر، غير أن المشترك في هذين المؤتمرين هو التركيز على الإرهاب الإيراني بالمنطقة، إضافة إلى إرهاب تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإسلامية المتطرفة.

ففي خلال قمة وارسو أشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن بلاده ستعمل خلال الأسابيع المقبلة علي تطوير خطة بالتعاون مع العديد من الدول الحليفة، لوضع تصور حول كيفية وقف تمدد نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

وشدد ، في تصريحاته التي أدلي بها في ختام مؤتمر الأمن والسلام في الشرق الأوسط بالعاصمة البولندية وارسو، علي أن واشنطن تريد التأكد من عدم توافر المال لدي طهران لنشر الإرهاب، وأوضح أن الولايات المتحدة تدعم الشعب الإيراني وتريد له النجاح، لكنها تدرك تماما أن النظام الإيراني يشكل خطرا علي المنطقة، وتعهد بأن تشدد بلاده العقوبات علي طهران وتمارس ضغوطا أكبر عليها لأن هذا سيمنع الديكتاتوريين في إيران من التمادي.

كما أكد بومبيو أن جميع الدول المشاركة في الحدث تجمع علي خطورة سياسات النظام الإيراني في المنطقة. وكرر: "نحن 60 دولة هنا في وارسو نعتبر أن طهران تشكل أخطر تهديد في الشرق الأوسط، وأن العالم لا يستطيع تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط دون مواجهتها". وأضاف: "العدوان الإيراني في المنطقة خطر حقيقي، ولذلك لابد من أن يتوحد العالم من أجل إدانة الأنشطة الإيرانية".

أما في شرم الشيخ فجاء الحصار من المملكة العربية السعودية، إذ أكد العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، أن الميلشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران مسئولية الوضع فى اليمن، مطالبًا المجتمع الدولى تحميل الميلشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسئولية عن الوضع القائم فى اليمن وإدانة ما تقوم من إطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع لمنشأت التحالف والمدن السعودية التى بلغ عددها أكثر من 200 صاروخ.

وشدد العاهل السعودى، خلال كلمته بالقمة العربية الأوروبية، تحت شعار "فى استقرارنا نستثمر"، على أهمية وضرورة الحل السياسى للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، كما أكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية لدعم الشرعية اليمنية.

وأضاف سلمان، أنه يجب وجود موقف دولى موحد للتصدى للتدخلات الإيرانية، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية، مع دعم الحل السياسى للأزمات التى تمر بها المنطقة العربية، مثمنًا الجهود الأوروبية الداعية لذلك، معربًا عن أمله فى نجاح القمة العربية الأوروبية، فى المساعدة على إيجاد حلول للقضايا والمشكلات وخاصة قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين.

وأعرب المحلل السياسي اليمني د. عبدالملك اليوسفي، عن تطلعه وكافة اليمنيين بأن تواصل المملكة دورها المؤثر في دعم القضية اليمنية من خلال الاستمرار في التصدي للخطر الإيراني، مؤكدا أنه لولا قيادة المملكة للتحالف العربي ودعم الجيش الوطني اليمني والتصدي لميليشيا "الحوثي" لاستمرت إيران في مخططها بتقسيم اليمن.

وشدد على أن القمة "العربية – الأوروبية" فرصة سانحة لتشديد الخناق على نظام الملالي الضالع في دعم الإرهاب والميليشيات الإنقلابية إذ يسعى لزعزعة أمن واستقرار الوطن العربي.

وأشار إلى أن التقاء العرب مع الأوروبيين وطرح الهموم والقضايا محل الاهتمام المشترك ومن بينها القضية اليمنية سيكون له دور مؤثر جدا في دفع هذه القضايا إلى مرحلة الحلول بعد الجمود الذي يحاصرها إثر التخاذل من الأمم المتحدة واستمرار المؤامرات الدولية والإقليمية.

ويرى خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير، أن الأزمات الحالية في المنطقة العربية تتطلب تنسيقا مع الجانب الأوروبي بعد التصعيد الكبير الذي تشهده وتدخل قوى إقليمية مثل إيران وتركيا، إضافة إلى ما يشهده ملف الإرهاب من تطورات، مؤكدا أن عددا كبيرا من الدول الأوروبية بات يدرك خطورة نظام الملالي ومؤامراته ومخططاته وتطوير برنامجه النووي لأغراض غير سلمية.

وأضاف: "كما أن تركيا باتت لاعبا رئيسا في الأزمات العربية وتحديدا المشكلة السورية، إضافة إلى رفض النظام القطري التخلي عن نهجه في دعم وتمويل الإرهاب، ويتزامن ذلك مع زيادة معدل الهجرة غير الشرعية ونزوح آلاف اللاجئين من سوريا وليبيا وغيرهما من الدول إلى دول أوروبية بعد الدمار الذي لحق ببلادهم وهو ما جعل أوروبا تشعر بخطورة هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسللون إلى أراضيها عبر البحر المتوسط.