عمال الإغاثة.. ملائكة الرحمة ينضمون إلى سلسة جرائم الحوثي باليمن
قبل أن يذهب أي شاب أو فتاة للعمل لدى منظمات الإغاثة الدولية أو المحلية في اليمن، فإنه يدرك تماما أنه في مهمة إنسانية تستهدف بالأساس التخفيف عن حجم الآلام التي يعانيها ضحايا الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي منذ العام 2014، وبالتالي فإنهم الابتسامة دائما ما ترتسم على وجوههم فرحا بما يقومون به، لكن رحمة هؤلاء الشرفاء تصطدم بإرهاب حوثي لا يفرق بين عسكري ومدني ولا بين مسلح وأعزل، لينضم ملائكة الرحمة إلى صفوف الضحايا الذين جاءوا للعمل من أجلهم.
الإرهاب الحوثي والممول من طهران في اليمن، أضحى بائسا إلى الدرجة التي دفعته لاستهداف عمال منظمات الإغاثة، وسواء كان الأمر بغرض سياسي لكسب يد عليا في المفاوضات الجارية حاليا، أو رغبة في استمرار الأزمة الإنسانية لليمن وبالتالي قدرتهم على التحرك وسط هذه البيئة المدمرة، فإن جرائم الحوثي بحق الأبرياء هو السمة الأساسية للعناصر الانقلابية.
ونقلت مجلة "Foreign Policy" الأمريكية عن عمال في الإغاثة - في تقرير نقلا عن عمال الإغاثة باليمن قولهم "بأنهم يواجهون تهديدات بالاعتداء، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي تشمل الأجزاء الغربية من البلاد والعاصمة اليمنية صنعاء".
وقد احتجز أفراد الجماعة الحوثية أحد العاملين في المجال الإنساني، وهي أوفى النعمي، في أواخر يناير، لأسابيع، قبل ان يتم إطلاق سراحها في 16 فبراير، عقب ضغوط دبلوماسية متواصلة.
ويرجح اثنان من عمال الاغاثة تحدثوا للمجلة بشرط عدم الكشف عن هويتهما خوفا على سلامتهما الشخصية وسلامة زملائهم، بأن الحوثيين عبر تلك الممارسات، يختبرون المجتمع الدولي بهدف معرفة ما هو حجم المضايقات والارهاب الذي بإمكانهم الافلات من عواقبها.
وإذا ما استمر تعرض جماعات الاغاثة للاستهداف والتهديد، فحينها يمكن أن تضطر إلى تقليص أو حتى وقف العمليات الإنسانية، وعمليات بناء السلام، بما في ذلك توفير الغذاء والإمدادات الطبية، وتنفيذ البرامج المتعلقة بالتعليم ومشاركة المرأة في المجتمع المدني، وبالتالي فإن أي انخفاض في المساعدات يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلد.
وقال سكوت بول الذي يعمل في الشؤون اليمنية لدى منظمة أوكسفام الأمريكية التي تعمل في البلاد، إن المساعدات هي "أحد الأشياء التي تبقي الملايين أحياء حتى الان " وأضاف "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن المساعدة المبدئية والاساسية يمكن أن تتعرض للخطر، وذلك بدوره يعرض الملايين للخطر.
رشا محمد، وهي باحثة يمنية لدى منظمة العفو الدولية، قالت إن العاملين في المجال الإنساني يجب أن يتم منحهم " قدرة غير محدودة، وبدون معوقات" للوصول إلى المدنيين في مناطق الحرب.
ويواجه قرابة 63,500 يمني خطر المجاعة، حسب تحليل صدر عن تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل، أداة تستخدمها الأمم المتحدة ومجموعة من الوكالات الحكومية والإغاثية لقياس الأمن الغذائي حول العالم. وفي الوقت الحالي، يبقى حوالي 15,9 مليون يمني – أكثر من نصف سكان البلاد، في حاجة شديدة للغذاء حتى في ظل وجود مساعدات إنسانية وغذائية. وقد يرتفع أعداد هؤلاء في حال تعطلت المساعدات الإنسانية أكثر من ذلك.
وحسب الكاتب، ليس استهداف عمال الإغاثة في اليمن بجديد، بل تصاعد مؤخراً. ويقول مسؤولو إغاثة عملوا هناك، إنهم واجهوا مضايقات وسواها من العراقيل عند إيصال المساعدات، ولكن الآن باتوا يخشون من الاعتقال أو القتل.
ووفقاً لعمال إغاثة وخبراء، يرجع ذلك التصعيد إلى عدة عوامل، منها استخدام الحوثيين للمساعدات الإنسانية كوسيلة لجمع الثروة وتعزيز سلطتهم. وفي بلد يعتمد أكثر من 80% من سكانه يومياً على شكل من الدعم الإنساني، يتمتع الجانب الذي يسيطر على خطوط الإغاثة، بسلطة سياسية هائلة. وقال مسؤول إغاثة: “توفر المساعدات الإنسانية مداخيل ودعم لأسر ترعى فتية صغاراً، وإلا ذهبوا للقتال”.