قبيل انطلاق مؤتمر المانحين.. حياة الملايين على حافة الخطر في اليمن
تقارير
قبيل انطلاق مؤتمر المانحين.. حياة الملايين على حافة الخطر في اليمن
«حياة الملايين على حافة الخطر في اليمن».. بهذه الكلمات حث الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إغيلاند، برفع مستوى الدعم لتغطية الاحتياجات الناتجة عن أسوأ كارثة إنسانية تواجه اليمن منذ الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
ودأب الانقلابيون على تأزيم المأساة الإنسانية وتكبيد المدنيين أثماناً فادحة لإطالة أمد الأزمة بغية تحقيق أكبر مآرب ممكنة، على الصعيدين العسكري المتمثل في عملياتها الإرهابية، وكذا السياسي.
وتتوالى يوميًا الفضائح التي تُعرى المليشيات أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية وينكشف زيفها بعد أن تبين للجميع إصرارها على تحقيق سياسة التجويع بعد ما عجزت أن تحققه عسكرياً في ميادين القتال.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي: نحن بحاجة للدعم من الحكومات غير المشاركة في هذه الحرب، ما يؤكد أن المليشيات تلعب على ملف تصعيد الأزمة الإنسانية ومضاعفة معاناة المدنيين، في محاولة واضحة منها لإطالة أمد الأزمة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية والسياسية وذلك على حساب ملايين المواطنين، من خلال قصف صوامع القمح وسرقة المساعدات الإنسانية بجانباحتجاز السف الإغاثية.
ولفت إغيلاند إلى أن اليمنيين بحاجة لما هو أكثر من الأموال، فهم فعلاً بحاجة رفع الحصار عن البلاد وفتح جميع الموانئ والمطارات، وإعادة تأهيل الخدمات العامة ووقفٍ واسع النطاق لإطلاق النار، لضمان وصول المفاوضات إلى حل ينهي هذا الصراع.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في جنيف أن مؤتمرًا للمانحين سيعقد من أجل جمع التبرعات للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن في 26 من شهر فبرايرالجاري .
ودعا برنامج الغذاء العالمي، المشاركين في المؤتمر للتبرع بسخاء للاستجابة لأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأشار المتحدث باسم البرنامج هيرفيه فيرهوسل، إلى أن 22 مليون يمني، أي ما يعادل 70 % من السكان يحتاجون للمساعدات الغذائية.
ودعت الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء بها، وكذلك قادة المنظمات الإقليمية ومؤسسات تمويل التنمية الدولية ووكالات الأمم المتحدة وممثلي المنظمات الإنسانية غير الحكومية للمساهمة في المؤتمر بهدف دعم الشعب اليمني، وأوضحت أن الوكالات الإنسانية قامت بتوسيع نطاق البرامج والمساعدات الإنسانية لتصل إلى قرابة 8 ملايين يمني محتاج في العام الماضي 2018 شهرياً بزيادة 3.5 مليون شخص عن عام 2017 وبما يجعل اليمن أكبر عملية إنسانية في العالم.
والتقى السفير السعودي لدى اليمن والمشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد بن سعيد آل جابر ومنسوبي البرنامج، وفدًا زائرًا من الكونجرس الأمريكي وذلك بمقر البرنامج بالرياض، الجمعة الماضية.
وقُدم آل جابر خلال اللقاء عرض مرئي يتضمّن جهود المملكة العربية السعودية الإنسانية وجهود المملكة التنموية المقدمة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للأشقاء اليمنيين.
وقالت الحكومة اليمنية إن تقديرات إعادة إعمار ما دمرته الحرب بلغت 100 مليار دولار، وذلك خلال لقاء عقدته السفيرة أنتونيو بيروتا رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي والوفد المرافق لها، الأسبوع الماضي، بسالم الخشبي نائب رئيس الحكومة اليمنية، لبحث خطتها المستقبلية والتعرف على الأولويات العاجلة لخطة إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.
فيما شدد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت على "الشراكة الإستراتيجية" التي تربط بين لندن والرياض، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تمنح بلاده مجالاً لمحاولة إنهاء الحرب في اليمن، لافتا إلى أنه التقى بالمسؤولين في "مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية" و"ناقش أفق مؤتمر المانحين في جنيف ينتظر أن تقدم فيه المملكة المتحدة منحة كبيرة أخرى.
الجدذر بالذكر أن المؤتمر سيعقد برعاية الأمم المتحدة وسويسرا والسويد، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ووزيرة خارجية السويد مارجو وولستروم، والمستشارة الفيدرالية سيمونيتش سوماروجا، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين من أنحاء العالم ومشاركة رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك.