اغتيالات وأسماء مستعارة.. دلالات التقارب «الحوثي وداعش» في اليمن
منذ الانقلاب الحوثي أواخر 2014، واستخدم المليشيات، الأجهزة الأمنية التي ورثوها عن النظام السابق وسخروها لصالحهم من خلال إعادة هيكلتها بما يتوافق مع رؤيتهم البطشية التي ترفض الرأي الآخر وتتميز بالكذب والتزييف، ثم استخدموها لقمع المعارضين، إضافة إلى ذلك جنّد الحوثيون أصحاب السوابق والمتورطين بارتكاب جرائم جنائية في ملاحقة المعارضين وممارسة كافة أعمال البلطجة ضدهم.
وعمل الحوثيون منذ سيطرتهم على المدن والمحافظات خصوصا الشمالية بملاحقة كل من يحمل أفكار تتعارض مع توجههم، أو تنتقد تصرفاتهم، على إثر ذلك شنوا حملات اعتقال على المعارضين من الأحزاب السياسية والجماعات الدينية والصحفيين والإعلاميين والحقوقيين والأساتذة الجامعيين، وشددوا الرقابة على الأحياء والحارات الواقع تحت سيطرتهم.
لكن الطرق التي يستخدمها الحوثيون لا تختلف كثيرا عن الوسائل التي يتبعها تنظيم داعش الإرهابي أبرزها طرق التخلص من المعارضين داخل السجون بتهمة الخيانة!، أو استحداث نقاط تفتيش جديدة لنهب المارة بجانب إطلاق الألقاب على المنتمين لهم لعدم معرفة هويتهم الحقيقية حتى يتسنى لهم ممارسة أعمال البلطجة وجمع الأموال عنوة من المواطنين ولا يعرفهم أحد.
ولعل الانتهاكات التي يرتكبها المشرفون بحق المواطنين تدفعهم للتخفي وراء أسماء تساعدهم في إخفاء هوياتهم ومعلومات سكنهم وإقامتهم، ما يشير إلى أن قلقاً يساور هؤلاء من أي محاولات انتقام مجتمعية، مستقبلا، أو من فرض أي عقوبات أو ملاحقات دولية، بحسب مراقبين.
ولأن الحوثيون أتوا من جبال وكهوف صعدة، فقد كانت خبراتهم محدودة ومعارفهم ضحلة، لكنهم ، بعد الانقلاب، فتحوا قنوات اتصال مباشرة لهم مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وطوروا تقنياتهم العسكرية وأدواتهم الأمنية، إضافة إلى أساليب قتالهم، فقد كشف “مركز الأبحاث البريطاني للصراع والتسلح” في تقرير له بعنوان “نقل التكنولوجيا الإيرانية إلى اليمن” عن تصنيع الحوثيين لمواد متفجرة وألغام أرضية بتقنيات إيرانية.
إلى ذلك، طور الحوثيون أدوات الاغتيال، فلم تعد مقتصرة على استخدام السلاح التقليدي، بل تعدته لاستخدام أدوات كيميائية سامة كما فعل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
وأكد تقرير حديث صدر في يناير الماضي، لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، أن الحوثيين يغتالون الصحفيين أبرزهم محمد العبسي باستخدام مادة كيميائية سامة، في ديسمبر 2016، إثر قيامه بالكشف عن فساد ثلاث شركات نفطية تابعة لقيادات حوثية من الصف الأول، والذي ظل اغتياله لغزا حتى صدور التقرير الأممي.
ولعل القارئ لملازم الحوثيين ومحاضرات حسين الحوثي، يدرك أن “أدبياتهم قائمة، في أساسها، على استلهام النماذج من الحرس الثوري وحزب الله بجانب نشر الطائفية والتحدث باسم الدين كما يفعل الدواعش.