هل يُقدم «لوليسغارد» استقالته ليلحق بالهولندي «كاميرت»؟ (تحليل)
هل سيفكر لوليسغارد جديا في الاستقالة؟.. سؤال يطرأ على الأذهان بعد اعترافات رئيس لجنة المراقبين الدوليين الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد حول عرقلة المليشيات الحوثية لاتفاق الحديدة.
تصريحات لوليسغارد تُعيد إلى الأذهان حديث نظيره الجنرال الهولندي باتريك كاميرت رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة السابق الذي تقدم باستقالته بعد محاولات اغتياله من قبل المليشيات الحوثية لكشفه فضائح تؤكد عرقلة الانقلاب الحوثي لمفاوضات السلام واتفاق السويد.
تصريحات لوليسغارد
قال مايكل لوليسغارد، إن مليشيات الحوثي تضع عراقيل أمام خطة إعادة الانتشار بالحديدة والموانئ.
وأكد لوليسغارد، في محضر اجتماع لجنة إعادة الانتشار الرابع، أنه سيبلغ الأمم المتحدة بهذا الخصوص، مشيراً إلى أنه سيرسل رسالة يوضح فيها النقاط التي يسببها تماطل الحوثيين في تنفيذ الاتفاق.
جاء ذلك، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية يمنية، بعد طلب الفريق الحكومي من كبير المراقبين الأمميين، خلال الاجتماع الأخير، توضيح عدم تنفيذ الخطوة الأولى من المرحلة الأولى من قبل المليشيات الحوثية.
باتريك كاميرت
تصريحات الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، رئيس اللجنة الأممية لإعادة الانتشار في الحديدة السابق، وحديثه عن أن 20% من مخزون الحبوب بمطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة دمره الحوثيون.
إلا أن تصريحات كاميرت واستقالته جاءت بعد تعنت حوثي فج، فعلى مدار تواجده كرئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، واجه الجنرال الهولندي تعنتا حوثيا، وصل إلى حد الرفض الكامل للتعاطي مع جهوده ومحاولة الاعتداء عليه وسط تخادل الأمم المتحدة لموقفه والانحياز إلى المليشيات الانقلابية وبقاء الوضع كما هو عليه في اليمن وأصبح اتفاق السويد بين طرفي «الحكومة والمليشيات» حبرا على ورق.
وحاولت المليشيات الحوثية منذ تسلم الجنرال الهولندي مهام عمله، بالالتفاف على اتفاق تسليم الحديدة وموانئها، فعملت المليشيات على خدعة ممنهجة وألبست عناصرها زي الشرطة، وهي الحيلة التي رفضها كاميرت مطالبا بتنفيذ فعلي لاتفاق السويد الذي نص على تسليم الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وتمادت المليشيات في استهداف جهود السلام، وصولا إلى إطلاق أعيرة الرصاص على سيارات الأمم المتحدة في الحديدة، كما تعمد الحوثيون في 17 يناير استهداف الجنرال الهولندي بقصف مدفعي مركز طال المبنى الذي كان يعقد فيه أحد اجتماعاته مع الوفد الحكومي في لجنته، لينجو بأعجوبة.
الانسحاب الوهمي
وكان من المقرر أن تنفذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، الاثنين الماضي، وذلك بانسحاب ميليشيات الحوثي من ميناءي الصليف ورأس عيسى مسافة 5 كيلومترات، إلا أن التعنت الحوثي أفشل كافة الجهود الأممية.
ودعا وزير الخارجية اليمني ورئيس وفد الحكومة في مشاورات السلام، خالد اليماني، الجمعة، الأمم المتحدة إلى ضرورة أن "تحدد بصورة عاجلة الطرف الذي يرفض ويمنع تنفيذ الاتفاق"، محملاً ميليشيات الحوثي مسؤولية فشل اتفاق السويد والانتكاسة الجديدة.
وكانت مليشيات الحوثي حالت دون تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة منذ أكثر من شهرين بعد وقف إطلاق النار، في مسعى منها للالتفاف عليه ومحاولة تنفيذ انسحاب صوري لا يضمن عودة الحديدة وموانئها الثلاثة إلى كنف السلطات الحكومية.
ويقضي اتفاق الحديدة، بانسحاب المليشيات مع أسلحتهم الثقيلة من ميناءي الصليف ورأس عيسى خمسة كيلومترات في المرحلة الأولى وتراجع قوات ألوية العمالقة شرق المدينة نحو كيلومتر واحد بما يتيح فتح ممر آمن لموظفي الأمم المتحدة للوصول إلى مخازن القمح في مطاحن البحر الأحمر.
وأدى إغلاق الحوثي للطرق المؤدية للمستودعات إلى تعذر وصول الفرق الأممية منذ 6 أشهر وسط مخاوف من تلف الكميات المخزنة والتي تكفي لإطعام نحو 3 ملايين شخص لمدة شهر.
وتريد الجماعة الحوثية أن تنفذ إعادة انتشار صورية لمليشياتها في الحديدة وموانئها الثلاثة مع بقائها فعليا للتحكم بالشأن المالي والإداري والأمني.
وكانت مليشيات الحوثي الانقلابية ضربت بقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بنشر 75 مراقبًا دوليًا في الحديدة عرض الحائط ولم تنتظر 24 ساعة حتى انقلبت عليه ومنعت الجنرال الهولندي باتريك كاميرت رئيس لجنة إعادة الانتشار السابق من لقاء وفد الحكومة، بل الأدهى من ذلك أنها أطلقت عليه النار فور علمها بتفقده للمناطق التي قصفتها مليشيات إيران في الحديدة.