بعد اعترافات لوليسغارد.. الأمم المتحدة في مأزق
رأي المشهد العربي
اعترافات رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، والتي أكد فيها أن مليشيات الحوثي تعرقل خطة إعادة الانتشار بالحديدة والموانئ، تضع الأمم المتحدة في مأزق.
محضر اجتماع لوليسغارد والذي سيقدمه الجنرال الدنماركي بمثابة رسالة واضحة من الحوثيين بأنها لم ولن تلتزم بأي اتفاقات أو إنهاء الصراع في اليمن وتضع الأمم المتحدة في ورطة بعد تصدرها المشهد لحلحلة الأزمة وعقد اجتماعات مكثفة عن طريق مندوبها لدى اليمن مارتن غريفيث.
المحادثات الثنائية بين الطرفين «الحكومة والحوثي» لم تحرك ساكنا في الأزمة رغم كافة الوعود المزيفة التي أعلنت عنها المليشيات الانقلابية وتعهد الحكومة والتزامها لإنهاء الصراع، وفي كل مرة تدعي المليشيات أنها ستجلس على طاولة التفاوض وبعد الانتهاء بساعة واحدة تنقلب على الأمم المتحدة وتقصف الأحياء السكنية في الحديدة.
وقال رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، إن مليشيات الحوثي تضع عراقيل أمام خطة إعادة الانتشار بالحديدة والموانئ.
وأكد لوليسغارد، في محضر اجتماع لجنة إعادة الانتشار الرابع، أنه سيبلغ الأمم المتحدة بهذا الخصوص، مشيراً إلى أنه سيرسل رسالة يوضح فيها النقاط التي يسببها تماطل الحوثيين في تنفيذ الاتفاق.
جاء ذلك، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية يمنية، بعد طلب الفريق الحكومي من كبير المراقبين الأمميين، خلال الاجتماع الأخير، توضيح عدم تنفيذ الخطوة الأولى من المرحلة الأولى من قبل الميليشيات الحوثية.
وكان من المقرر أن تنفذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، الاثنين الماضي، وذلك بانسحاب مليشيات الحوثي من ميناءي الصليف ورأس عيسى مسافة 5 كيلومترات، إلا أن التعنت الحوثي أفشل كافة الجهود الأممية.
ودعا وزير الخارجية اليمني ورئيس وفد الحكومة في مشاورات السلام، خالد اليماني، الأمم المتحدة إلى ضرورة أن تحدد بصورة عاجلة الطرف الذي يرفض ويمنع تنفيذ الاتفاق، محملاً مليشيات الحوثي مسؤولية فشل اتفاق السويد والانتكاسة الجديدة.
وحمّل اليماني، وفق البيان الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، الحوثيين مسؤولية فشل الاتفاق والانتكاسة الجديدة، خاصة في الملف الإنساني، وقال: كان من المفترض أن يضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة فتح وتأمين الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر، ولكن ترفض المليشيات الحوثية الالتزام بالاتفاق سعيا إلى الاستمرار في استثمار المأساة الإنسانية في اليمن.
وأكد اليماني استعداد الحكومة تيسير إخراج المواد الغذائية من المطاحن عبر الطريق الساحلي الآمن الذي تسيطر عليه القوات الحكومية، لافتا إلى إرسال الفريق الحكومي رسائل متعددة لرئيس لجنة إعادة الانتشار بهذا الشأن.
ويبدو أن المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، فشل بإقناع الحوثي في تطبيق اتفاق ستوكهولم بكافة بنوده وبحث لنفسه عن مخرج وإقامة مفاوضات جديدة لإيهام الجميع أنه يقوم بأدوار متعددة لإقناع الطرفين بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهم، وهو بذلك يضع الضحية والجلاد في موكب واحد، علما بأن الطرف الذي يرفض التطبيق هي المليشيا الانقلابية – بحسب شهادة لوليسغارد.
وبعث رئيس فريق المراقبين الأمميين الجنرال لوليسغارد، إلى الحكومة ضمانان بشأن انسحاب مليشيات الحوثي الانقلابية مسافة 5 كلم من ميناءي الصليف ورأس عيسى خلال أربعة أيام، إلا أنه حتى اليوم لم يحدث أي انسحاب.
وكانت أطراف النزاع توصلت في ديسمبر الماضي، بالسويد إلى اتفاق يتضمن تبادل أكثر من 16 ألف أسير، واتفاق آخر حول محافظة الحديدة يشمل وقفا لإطلاق النار وانسحاب جميع القوات المقاتلة من مينائها، كما توصلت إلى تفاهمات حول محافظة تعز.
وأعلنت الأمم المتحدة، الأحد الماضي، توصل الطرفين لاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار.
يذكر أن الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي الإيرانية اتفقتا خلال محادثات أجريت في ديسمبر الماضي على سحب القوات بحلول السابع من يناير، لكن الاتفاقية لم تنفذ بسبب تعنت الحوثيين.