مركز صنعاء والسياسة القذرة.. مؤامرةٌ استهدفت شق صف الجنوبيين

السبت 2 مارس 2019 23:20:53
مركز صنعاء والسياسة القذرة.. "مؤامرةٌ" استهدفت شق صف الجنوبيين

"السياسة لعبة قذرة".. شعارٌ رفعه ما يُسمى بمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، مرتكباً مؤامرةً حاول من خلال النيل من القضية الجنوبية، فيما يتعلق بورشة عمل تعلّقت بحضرموت.

المركز - المموَّل من الخارج والمنفِّذ لأجنداته - عقد ورشة عمل في الأردن، أثار مشاركة نشطاء جنوبيين بها، جدلاً كبيراً، لا سيّما عندما كُشف النقاب عن "خديعة" ارتبكها هذا المركز لتنفيذ مآربه على حساب "الجنوب".

أحد الشباب الحضرميين الذين شاركوا في ورشة العمل، كشف طريقة الخداع التي تعرّضوا له، قائلاً إنّه تمّ التواصل معه من قبل "ع. ب" الذي طلب منه الحضور والسفر إلى الأردن وأنه لم يكن يعلم ما حقيقة هذه الورشة، وفوجئ هو نفسه بأنّ المنظمين لها لهم توجهات وأجندة معروفة ومعلنة خاصة عندما تمّ في اختتام الورشة إعلان ما سُمي بـ"منتدى حضرموت ومأرب"، واصفاً ما جرى بأنّه تعرّض لخديعة حول أهداف هذه الورشة.

هذا المركز يديره فارع المسلمي، ويتخذ من بيروت مقراً له، وهو ما أثار علامات استفهام حول السبب في ذلك، والتمويل الذي يحصل عليه.

رواية "الشاب" نقلها اتحاد شباب حضرموت المستقلين، دون أن يذكر اسمه، لكنّه أوضح سبب التواصل معه وهو الرغبة في معرفة حقيقة الأزمة، بعدما نال النشطاء الجنوبيون المشاركون في الورشة انتقادات حادة على مشاركتهم فيها.

أبرز هذه الانتقادات صدرت عن عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي علي عبدالله الكثيري الذي وصف ما جرى بـ"لقاء مشبوه ممول من قبل أعداء حضرموت والجنوب".

الكثيري قال في بيانه المطول: "من المؤسف حقاً، أن يشترك بعض إخواننا في تقديم معلومات تفصيلية عن حضرموت اقتصاداً وجغرافياً وإنساناً وهم يعلمون أنّ مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية الذي يقيم هذه اللقاءات يسخرها في تقاريره التي يقدمها لمشغليه المحليين والأجانب في الإساءة إلى حضرموت".

وأضاف أنّ المركز عبر إصداراته ودراساته المنشورة على موقعه الإلكتروني يتبنى ربط حضرموت بالإرهاب والمخدرات ويروج لتلك الأهداف بشكل لا يخفى على أحد، إضافةً إلى تبنيه سياسات معادية للتحالف العربي وارتباطه بالتمويل العالمي للمنظمات والمراكز الممولة من قبل دول وجماعات لا تريد الخير للبلاد ولا للمنطقة.

أوضح: "لنا أن حذرنا إخواننا ممن شاركوا بضرورة معرفة القائمين على مثل هذه اللقاءات الخارجية وأهدافهم وماذا يريدون منهم، لكن للأسف هم مستمرون في تقديم كل المعلومات لهذه المراكز المشبوهة التمويل والأهداف".

وتابع: "من المريع أن يتم مناقشة في هذه اللقاءات ما سموها تجربة حضرموت ومأرب وواضح من العنوان الهدف المشبوه وهو ربط حضرموت بمأرب الخاضعة لسلطات الأحزاب المعادية للجنوب.. إن مراعاتنا لبعض الأخوة ممن شاركوا يمنعنا أن ننشر أسماءهم لأنّ هدفنا ليس التشهير وإنّما التحذير والانتباه لما يحاك ضد الجنوب وحضرموت فقد بات معروفاً أنّ القوى المعادية للجنوب تريد أن تخرج حضرموت من المعادلة حتى لا يقوم للجنوب قائمة فحضرموت هي الجنوب والجنوب هو حضرموت".

كما دعا قيادة مؤتمر حضرموت الجامع إلى الوقوف بكل مسؤولية أمام من يدعي تمثيلها أو يتكلم باسمها أو يدعي أنها في "جيبه" بحسب تعبيره.

ويمكن تفسير هذا الهجوم الحاد من القيادي بالمجلس الجنوبي على الشباب المشاركين في الورشة لسببين، أولهما أنّ ذلك ينال سلباً من القضية الجنوبية حيث يستخدمها أعداؤها في محافلهم الدولية، بالإضافة إلى أنّ هذه المشاركة لم تكن الأولى بل الثالثة، حسبما كشف الكثيري عندما قال: "كان يمكن أن نحسن الظن بهم في حال كون هذا اللقاء المشبوه هو الأول ولكنه للأسف كان الثالث من نوعه وبنفس الأجندة المشبوهة".

في هذا السياق، قال اتحاد الحضرميين: "نحن كشباب مستقل ولا ننتمي لأي توجهات قد نتفق ونختلف في تقدير مسألة حضور مثل هذه الورش واللقاءات وهي شأن شخصي لمن يحضرها، لكن من يحضرها يجب أن لا يقدم نفسه أنه يمثل حضرموت، فحضرموت اليوم للأسف مثل ليلى كُلٌ يدعي وصلاً بها، وعلى أصحاب المشروعات المعروفة أن يكفوا عن العبث بحضرموت وبذر الشقاق والنزاع بين أهلها عن طريق استغلال حاجة الناس والتغرير بهم للسفر إلى الخارج وتوريطهم في قضايا لا شأن لهم بها ولا شأن لحضرموت بها أيضاً".

وأضاف الاتحاد - في بيان: "إذا كان بحسب ما يشاع أن من بعض من حضروا هم من قيادات مؤتمر حضرموت الجامع فهذه مصيبة عظيمة وزجٌ بحضرموت إلى المجهول وإدخالها في نفق صراعات الشمال وهي بعيدة عن ذلك".

وقدّم الاتحاد عدداً من المطالب، تمثّلت في إعلان مؤتمر حضرموت الجامع حقيقة ملابسات حضور قيادات منه هذه الورشة وهل كلفهم رسمياً بذلك وهل تمّ أخذ موافقة هيئة الرئاسة وما الهدف المرجو منه لحضرموت في حال أن الجامع كلفهم بالحضور، وأن يوضح الذين حضروا ما هي طبيعة أهداف هذه الوشة ومن القائمين عليها وهل كانوا يعلمون بأجندتهم ومآربهم، وما الفائدة المرجوة من ربط حضرموت بمأرب وهل هذا الربط تمهيدا لمشروعات جديدة.