إنزالات التحالف.. إغاثة جوية تتصدى للجرائم الحوثية
الأحد 3 مارس 2019 00:39:48
يمثل الإنزال الجوي أحد أبرز آليات دعم التحالف العربي لقبائل حجور في محافظة حجة، خلال الانتفاضة الملهمة التي تقوم به ضد مليشيا الحوثي الانقلابية.
اليوم السبت كان موعداً لإنزال جوي، هو الخامس خلال الأيام الأخيرة، من خلال قوات التحالف لإمداد قبائل حجور بمديرية كشر بالمواد الطبية والغذائية ومعدات عسكرية، في وقت يعاني فيه المدنيون آثاراً كارثية لحصارٍ خانق تفرضه المليشيات.
مناطق حجور تشهد منذ أكثر من شهر معارك عنيفة في مواجهة المليشيات الحوثية التي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة الاستراتيجية لتأمين خط إمدادها الرئيسي الواصل بين "حرض" وكُشر" وحتى "عمران" وحرف سفيان صعدة - معقل الحوثيين الأساسي.
في هذا السياق، أشاد فهد دهشوش شيخ قبائل حجور بالدعم الكبير الذي يقدمه التحالف العربي لدعم الانتفاضة القبلية ضد "السرطان الحوثي"، لافتاً إلى أنّ عمليات إنزال التحالف تتضمن مواداً غذائية وأدوية بالإضافة إلى ذخيرة تمكّن أبناء حجور من الدفاع عن أنفسهم ضد المليشيات الحوثية.
ترتكب المليشيات انتهاكات كبيرة في هذه المنطقة، فقد أدّى الحصار الذي فرضته هناك إلى مضاعفة معاناة الأهالي في ظل انعدام الدعم الصحي والغذائي للمديرية، فضلاً عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين نتيجة القصف العشوائي المكثف الذي تتعرض له المنطقة من قبل الحوثيين.
وكان اجتماعاً قد عقد قبل يومين في حجة، حضره مشايخ وقيادات المحافظة لبحث السبل الكفيلة بدعم قبائل حجور ضد الحوثيين, تحت شعار "حجور تنتصر"، بحضور المحافظ اللواء الركن عبدالكريم السنيني، ومشاركة أكثر من 300 شيخ من مشايخ المحافظة.
وخلال الاجتماع، أكّد محافظ حجة أهمية الاجتماع في حشد الجهود ورص وتوحيد الصفوف من قبل مختلف الأحزاب السياسية ومشايخ القبائل والمواطنين، وترك الخلافات والنزاعات والمشاحنات والوقوف مع قبائل حجور في وجه المليشيات المدعومة من إيران، والسعي لتحقيق الهدف المنشود, من خلال التحرك لتحرير ما تبقى من مديريات محافظة حجة، وغيرها من المحافظات.
بينما صرح شيخ القبائل فهد دهشوش بأنّ الاجتماع جاء دعماً لقبائل حجور ومواصلة للعمل الجاد من قبل الجميع لدحر المليشيات، وعدم السماح لها بأن تجعل من اليمن قاعدة لتنفيذ المخططات والأجندات الإيرانية, لافتاً إلى أنّ أفراد قبائل حجور يصنعون بصمودهم وبسالتهم في مواجهتهم لمليشيا الحوثي الإرهابية, تاريخاً جديداً في وجه الإمامة التي تلتحف ثوباً وقناعاً مختلفاً لتعود جاثمة بكهنوتها وزيفها وأباطيلها وافتراءاتها على الشعب.
وبحسب بيان ختامي، أكّد المجتمعون إدانتهم لما تقوم به المليشيات الانقلابية من حرب إبادة تسببت في أوضاع كارثية لن تسقط بالتقادم, والتأكيد على الموقف الثابت لقبائل حجة قاطبة ومساندة قبيلة حجور وغيرها من القبائل التي تواجه هذه المليشيات المعتدية، ومواصلة الدعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وأحرار العالم كافة، لرفع الحصار عن مديرية كشر بشكل عاجل, ودعوة وسائل الإعلام لنقل قضية حجور وتناولها من جميع الجوانب وخاصة الجانب الإنساني منها.
وقد شكّلت انتفاضة القبائل في محافظات حجة وعمران وأطراف الضالع، تحوّلاً مهماً في وجه مليشيا الحوثي الانقلابية، ما ينذر بتغيير كبير في المشهد خلال المرحلة المقبلة، سياسياً وعسكرياً.
وعملت المليشيات الموالية لإيران منذ بداية الانقلاب على تحييد بعض القبائل، واستخدام البعض الآخر لتصفية حسابات قديمة مع هذه القبيلة أو تلك المنطقة.
وكانت محافظة حجة تُصنَّف كمخزن بشري للمليشيات الحوثية لأسباب ترتبط بالنهج السلالي الذي استندت إليه هذه الحركة في تنفيذ مخططها للانقلاب على الدولة اليمنية وإعادة أحياء نظام الأئمة العنصري.
وفي السابق، حرصت المليشيات على تجنّب المواجهة مع قبائل حجور، إلا أنّ الانتفاضة الراهنة كسرت هذه الصورة النمطية التي حاولت المليشيات تكريسها عن حجة، لتتحوّل قبائل حجور بشكل خاص ومديرية كشر بشكل عام إلى رمز لقدرة اليمنيين على كسر خرافة الانتصار الدائم للمليشيات.
وبعد أن عجزت المليشيات عن إخضاع قبائل حجور ذهبت نحو إرسال تعزيزات مسلحة عبر محافظة عمران بهدف الالتفاف على حجور وضربها من الخلف، إلا أن قبائل عذر في مديرية القفلة التابعة لمحافظة عمران رفضت السماح بمرور تعزيزات المليشيات من أراضيها لضرب قبائل.
لكنّ المليشيات "المتغطرسة" ردّت على ذلك بالترهيب والقوة، ولَم تكن تدرك أنّ القبيلة التي كان رموزها في قادة الصف الجمهوري لن تركع، حيث خاضت مواجهات عنيفة مع الانقلابيين، ودمّرت عدة آليات وتعزيزاتها، وأعلنت الانتفاضة عليها، ونقلت المعركة إلى عمران التي لا تبعد عاصمتها عن صنعاء سوى 50 كيلومترًا.