البحث عن الفوضى.. خطة الإخوان لضمان التواجد في تعز
في جميع البلدان التي ينتشر فيها تنظيم الإخوان بأحزابة ومليشياته المتفرعة منه يبحث عن الفوضى من أجل التواجد على الأرض، فالسيطرة الأمنية على الأوضاع وهدوء المؤشرات الأمنية والاجتماعية والسياسية يعني موت الإخوان فهذه المشكلات هي المتنفس الرئيسي للجماعة منذ نشأتها في مصر منذ العام 1928.
ما أقدمت عليه جماعة الإخوان في تعز، بعد أن عرقلت القبض على غزوان المخلافي - الصادر ضده أمر توقيف قهري - بعد تورّطه في جرائم تمس الأمن العام في تعز، يبرهن على هذه الخطة، وهي إستراتيجية طبقتها حينما وصلت للسلطة في مصر لولا تدخل الجيش لحسم الأمور، وحاولت بعد رحيلها عن السلطة أن تدفع بالاتجاه لكنها فشلت لرغبة الشعب في الاستقرار، وهو أمر تكرر أيضا في تونس ولكن بدرجات أقل ويوضح بصورة فجة في ليبيا واليمن.
وفي خضم المعارك التي خاضتها المقاومة اليمنية بدعم من التحالف العربي، في تعز ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، كان مخطط آخر يجري على الأرض من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي، وممثله حزب الإصلاح لتحويل المدينة إلى ما يشبه إمارة إخوانية.
فبعد أقل من شهر من إطلاق التحالف الدولي لدعم الشرعية في اليمن، عمليات عاصفة الحزم لدحر الانقلاب على الشرعية في أبريل عام 2015، بدأ تنظيم الإخوان في اليمن تنفيذ مخطط للاستيلاء على المدينة، مستعينا بتنظيمي داعش والقاعدة وانضواء عناصر من حزب الإصلاح تحت راية المقاومة اليمنية.
وكانت أول مجموعة من تنظيم داعش دخلت إلى تعز على متن 4 مركبات نقل بعد بدء عاصفة الحزم بشهر، وبتنسيق مع قيادات الإخوان، وسط اعتراض كبير من الناشطين الميدانيين والسياسيين، وفي ذلك الوقت برر قيادات الإخوان ذلك بأنه "استعانة بالشيطان ضد الحوثي"، لكن الأمر تكشف مع الوقت عندما تحول الأمر إلى عملية توطين لعناصر القاعدة وداعش في المدينة.
وفي غضون 6 أشهر، ظهر ما يعرف بكتائب حسم، وهي قوة مشتركة من الإخوان والمتطرفين، وصل قوامها في غضون وقت قصير إلى ألف مقاتل قادمين من محافظات مختلفة، وبقيادة القيادي في القاعدة عدنان رزيق، الذي حصل في وقت لاحق على رتبة رسمية بقيادة اللواء 45.
وفي الأثناء، منح حزب الإصلاح عناصر حسم عددا من المدارس والمقرات من أجل تحويلها إلى ثكنات عسكرية لهم، وأشرف على إدماج العناصر المتطرفة في الميدان القائد العسكري لميليشيات الإخوان عبده فرحان الشهير بسالم، وهو أحد المشرفين على تجنيد ما سمي بالأفغان العرب في فترات الحرب بأفغانستان، ولديه علاقة وثيقة بتنظيمي القاعدة وداعش.
ويتكشف سر الاستعانة بالقاعدة وداعش في معارك من المفترض أنها موجهة ضد الحوثيين في تعز، بواقع ما يجري على الأرض في المعارك فعليا، لأن ميليشيات الإخوان والمتطرفين، لم تهتم بالقتال ضد الحوثيين، بل كانت تستغل التقدم الذي تحرزه قوات المقاومة الوطنية على الأرض، فتهرع للسيطرة على المناطق المحررة بحكم كثرتها العددية وهيمنة حزب الإصلاح.
ما فعلته الجماعة الإرهابية في تعز خلال السنوات الماضية ترجمته عرقلة القبض على غزوان المخلافي بعد تورّطه في جرائم تمس الأمن العام في تعز، تنوّعت بين القتل والنهب ومصادرة إيرادات ضرائب أسواق القات.
تشير التفاصيل المتداولة، إلى أنّ قراراً أصدرته النيابة العامة، بالقبض على هذا "المراهق" - الجندي باللواء 22 ميكا - للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة ضده، وطالبت الأجهزة الأمنية في محافظة تعز بجمع الاستدلالات ضده، بعد توجيه بلاغ ضده بتشكيله وآخرين عصابة مسلحة والقيام بأعمال تمس بأمن الدولة والمجتمع، وقتل وترويع الآمنين وإرهابهم والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
وجاء قرار القبض على "غزوان" بعد ورود بلاغات من نشطاء مجتمع المدني للنائب العام، بشأن تشكيل عصابة مسلحة مارست جرائم الحرابة على المجتمع، وارتكبت جرائم تمس أمن الدولة الداخلي وأمن المجتمع، وأقلقلت السكينة العامة، نتج عنه مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين، وترويع السكان وإرهاب المجتمع والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة في مدينة تعز.
وأصدرت النيابة أمراً بالقبض عليه استناداً إلى نصوص المواد 84-92 من قانون الإجراءات الجزائية رقم 13 لعام 1994. لكنّ مصادر إعلامية تحدّثت أنّ القيادي بالإخوان عبده فرحان (شهرته سالم) الذي يشغل مستشار قائد محور تعز رفض القبض على غزوان أو تسليمه للنيابة الجزائية ووجه المؤسسة الأمنية التي تخضع لحزب الإصلاح الإخواني بعدم القبض أو التعرض له بأي شيء.
ونُظر إلى هذا التحرّك الإخواني بأنّ حزب الإصلاح يستفيد من حالة الانفلات الأمني التي يصنعها "غزوان" وأمثاله، بل تعتبر الجماعة الإرهابية من الضالعين في استمراريتها.