اللاجئون اليمنيون بالقاهرة.. الهروب من نار الحرب إلى مستنقع البطالة (خاص)

الاثنين 4 مارس 2019 00:13:32
اللاجئون اليمنيون بالقاهرة.. الهروب من نار الحرب إلى مستنقع البطالة (خاص)
علاء عادل حنش
يعيش اللاجئون اليمنيون في جمهورية مصر العربية أوضاعًا مزرية منذ اندلاع الحرب اليمنية في منتصف مارس 2015م، وصلت حد عدم القدرة على توفير أبسط مقومات الحياة، حيث أصبحوا لا يستطيعون العمل لعدم وجود اتفاقية بينهم وبين منظمة الأمم المتحدة بشأن عمل اللاجئين مما سبب صعوبة في التأقلم والتكيف.
"المشهد العربي" يسلط الضوء على هذه القضية، بعد التجاهل الإعلامي لها، بالاضافة إلى أن العديد من اللاجئين اليمنيين بمصر لا يستطيعون العودة إلى اليمن حاليا ولا مستقبلا بسبب وضع البلاد المتأزم، ليصبح طلب اللجوء من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ملاذهم الوحيد والأخير، ثم تحديد وضع اللاجئ، ثم إعادة التوطين لمن لديهم حاجة ماسة لذلك.
وبسبب تعليق الملف اليمني إلى آجل غير معلوم لا يستطيع اللاجئون القيام بالخطوات التي سبق ذكرها، بالإضافة الى عدم الاعتراف بهم كلاجئين بل حتى كطالبي لجوء.
لاجئون يمنيون في مصر قالوا لـ"المشهد العربي" إنه من الضروري فتح ملف اللاجئين اليمنيين، حيث أنه مُغلق دون مبرر، فيما ملفات لاجئين الجنسيات الباقية مفتوحة، حد تعبيرهم.
مساوات اللاجئين
اللاجئة سعيدة محمد هواش قالت إن "الفرق بيننا وبين بقية اللاجئين أنهم أعطونوا كرت أصفر كطالبي لجو, فقط يعني على قولهم بيوفروا لنا الحماية بس".
وأضافت في اتصال هاتفي مع "المشهد العربي" أن "باقي اللاجئين بيعطوهم كرت أصفر لمدة سنة ونصف أو أكثر شوية وبعدها يعملوا لهم مقابلات علشان تحديد وضعهم كلاجئين ويعملوا لهم اعادة توطين وبعد عدة مقابلات بيسفروهم للدول مثل أوروبا وكندا وأستراليا وأمريكا وهناك سيوفروا لهم سكن وتعليم وصحة ومصاريف".
وأكدت سعيدة، التي تنحدر من محافظة الحديدة غربي البلاد، أن الفرق بينهم وبين بقية اللاجئين أن هناك مساعدة طفيفة لليمنيين متعلقة بالصحة والتعليم، حد قولها.
وتابعت "العمر يمشي والأوضاع في اليمن تسوء, ونحن خلصنا اللي ورانا والي قدامنا وعايشين بقلق، ومصر ما فيها شغل والمفوضية لا أنها عملت لنا حل وأعطتنا مصروف شهري مثل بقية الدول ولا أنها إعادة توطيننا في دول اخرى في أوروبا أو كندا أو أمريكا أو أستراليا".
واستطردت "الشباب من الإحباط واليأس مش عارفين ايش بيكون مصيرهم، وفي كثيرين راحوا تهريب لدول اوروبا".
وطالبات سعيدة، التي تقطن في العاصمة المصرية القاهرة، بضرورة تحريك ملف اللاجئين اليمنيين لدى المفوضية، وتوفير حقوقهم كالتعليم والصحة والمساعدات العينية والنقدية التي تقدم للاجئين من الجنسيات اﻻخرى ومساواتهم بهم.
ودعت إلى ضرورة توطين كل ﻻجئ يمني مقبول من قبل المفوضية، واختتمت حديثها لـ"المشهد العربي" قائلة: "نود إيصال صوتنا للأمم المتحدة بجنيف كي تعطي اللاجيء اليمني حقوقه كغيره من اللاجئين".
قانون اللاجئين
وتنص المادة الأولى من قانون الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على أن اللاجئ هو "شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر، أو الدين، أو القومية، أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل / تستظل بحماية ذلك البلد أو العودة إليه خشية التعرض للاضطهاد".
فيما تُعرف الحماية بأن الحكومة تقوم بإنفاذ قوانين البلد وتعمل على حماية مواطنيها وفقاً لهذه الأحكام.. وعندما تكون الحكومات عاجزة أو غير مستعدة للقيام بذلك، وفي أحيان كثيرة أثناء صراع أو حرب أهلية، يفر أشخاص كثيرون من أوطانهم، وفى أغلب الأحيان، إلى بلد آخر، حيث يتم تصنيفهم كلاجئين.. ونظراً لأنهم لم يعودوا يتمتعون بحماية حكوماتهم، فإن المجتمع الدولي يضطلع بهذا الدور.
ظروف صعبة
من جانبها، قالت اللاجئة سماح رواح احمد، من محافظة تعز، أن "العيشة في مصر تعب، يجب أن يعطوا لنا حقوقنا زي اللاجئين الباقيين".
وأضافت، في اتصال هاتفي مع "المشهد العربي":  إلى أنها غير قادرة على تعليم أولادها في المدارس، بسبب طلب الإقامة، وهي لا تملك الإقامة، حد وصفها، وتابعت سماح، التي تقطن في مدينة نصر بمصر، "استلمت الكرت حق المنظمة لكن موش مستفيدة شيء منه".
وأكدت أن ظروف اللاجئين اليمنيين بمصر صعبة للغاية، مشيرةً إلى أن اللاجئين الأفارقة تُعطى لهم مرتباتهم من قبل المنظمات  فيما اللاجئين اليمنيين والسوريين لا تعطى لهم، حد تأكيدها.
واستطردت "أعيش مع أولادي ومش قادرة أدرسهم لأنه يريدون مني إقامة واني مفيش معي حق الإقامة"، وتقول بآسى "والله ظروفي المعيشة صعبة، والمنظمات الدولية ما فيش منها فايدة".
عدد اللاجئين اليمنيين
ويوجد في مصر ما يقرب من 100 ألف يمنى من طلاب وسيدات وجرحى ورجال أعمال وشباب بالإضافة إلى لاجئون هربوا من نيران الحرب فى بلادهم بحثا عن أى ملاذ آمن، فيما هناك عشرات الالاف من اللاجئين اليمنيين لم يسجلوا في مفوضية الأمم المتحدة لمعرفتهم بأنهم سيسيرون الى المجهول وستأخذ الأمور سنوات طويلة.