اجتماعات سرية بالقاهرة.. الإصلاح يحاول استهداف الجنوب مجددا

الاثنين 4 مارس 2019 22:06:37
اجتماعات سرية بالقاهرة.. الإصلاح يحاول استهداف الجنوب مجددا
لم يكن الاستقرار الذي تشهده المحافظات الجنوبية، أمرا مريحا بالنسبة لحزب الإصلاح التابع لتنظيم الإخوان الإرهابي، والذي يحاول أن يكرر محاولاته التاريخية من خلال استهداف الجنوب والسعي للسيطرة عليه، لكن هذه المرة يواجه تنظيما سياسيا وأمنيا لن يتمكن من مواجهته ولذلك فإنه لجأ إلى أسلوب التآمر من الخارج.
وقالت تقارير إعلامية إن قيادات في تنظيم الإخوان الإرهابي تسعى إلى إنشاء تحالف سياسي لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي حقق نحاجات سياسية وأمنية بل ودولية عديدة للجنوب، في وقت يتحالف فيه مع المليشيا الحوثي الإرهابية التي تسعى هي الأخرى إلى نقل الفوضى إلى داخل كل شبر في الأراضي اليمنية.
وأوضحت مصادر يمنية بالقاهرة، إن اجتماعات تشاورية بدأت منذ ثلاثة أيام في فندق جراند نايل تاور بالعاصمة المصرية القاهرة بين مجموعات، تسعى لاستنساخ حراك جنوبي بتمويل من حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر”.. مشيرة الى ان هذا المكون يشرف عليها رجل الاعمال اليمني المثير للجدل احمد العيسي ووزير الشباب والرياضة القيادي في تنظيم إخوان اليمن نائف البكري”.
وأكدت المصادر ان لقاءات مصر تهدف الى تشكيل تكتل مكون من مائتين ناشط وناشطة، اغلبهم ينتمون الى حزب الإصلاح اليمني، فيما أوضحت صحف إخوانية ان المكون الحكومي هدفه تشكيل جبهة إعلامية وسياسية مناوئة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وافصحت صحيفة إخوانية تابعة لنائب الرئيس اليمني عن ان المكون الجديد يهدف في الأساس الى مناهضة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوعية اليمنيين مما اسمته خطر الانفصال.
من ناحيته، ساءل الناشط السياسي الجنوبي وعضو الادارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي عن مصير ائتلاف العيسي الذي تم الاعلان عنه قبل نحو عام والسر في محاوله اعادة احياءه مجددا.
وقال الشبحي في منشور له :تحدثت إلى العديد من الذين وردت أسماؤهم في ائتلاف الشيخ العيسي… وأكدوا لي أن فكرته لم تكن كاملة ولا دوافعه مقنعة ولا الأسماء التي فيه مقتنعة به أو متفقة على أهدافه ولذلك مات قبل أن يبدأ … وفجأة يتم الحديث حاليآ عن إفاقته..
وتابع قائلا: منذ عام تقريبا لم يحددوا رئيسا له فكلما اتفقوا مع أحد من القيادات تنصل عنهم وهم الآن في صدد إخراجه على مقاس الأخ عبدالكريم السعدي.
وأضحى الشغل الشاغل لنشاط حزب الإصلاح هو كيفية التعامل مع نجاحات المجلس الانتقالي ودولة الإمارات ويحيكوا المؤامرات وتشويه ودس الدسائس البغيضة ضدهم، في وقت يقوم فيه بالتعاون مع المليشيا الانقلابية التي تغتصب الأرض اليمنية
وعلى مدار التاريخ فإن الجنوب اليمني يعد حافلا بمحاولات سيطرة الإصلاح على الجنوب، إذ تحالف التجمع اليمني للإصلاح، مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 1994، في الحرب الشعواء ضد المُحافظات الجنوبية بدعوى القضاء على الاشتراكيين، بعد تعيين الزعيم الإخواني عبدالمجيد الزنداني عضواً في مجلس الرئاسة، وعدد من الإخوان في بعض الوزارات ثمناً لتحالفهم مع الرئيس اليمني السابق.
وأطلق الإخوان بعد ذلك حملة تحريض وتعبئة وتجنيد للقتال ضد الجنوبيين، وأصدروا عشرات الفتاوى لتكفيرية أبناء الجنوب، باعتبارهم كفاراً يجب قتالهم، ومن أشهر هذه الفتاوى تلك المعروفة بفتوى الديلمي، التي يعاني منها الجنوبيون إلى اليوم.
ولكن ذلك لم يدم طويلاً، وبمجرد فض التحالفهم مع علي عبدالله صالح، عاد الإخوان ليتحالفوا مع الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حاربوه وكفروه، في محاولة لتوظيفه لتحقيق أهدافهم، والعودة إلى السلطة عبر بوابته.
واستمر حزب الإصلاح في السعي للوصول إلى السلطة والسيطرة، على المحافظات الجنوبية الغنية بالثروات الطبيعية، وهو ما تأكد بعد ركوب الحزب موجة الاحتجاجات الشعبية في 2011، ونجحوا بعد التسلل إلى الجهاز الإداري في تعيين مسؤولين وموظفين موالين لهم في أجهزة المؤسسة الجنوبية، وترافق ذلك مع حملة قمع واعتقالات واسعة، وصل بعضها إلى الاغتيال والتصفية.
وعندما سيطر الحوثيون على صنعاء سارعت قيادات حزب الإصلاح بإعلان الولاء لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، مقابل ضمان مصالحهم التجارية والمالية.
واستمر التحالف قائماً بين الطرفين، رغم هزيمة الحوثيين وطردهم من المحافظات الجنوبية على أيدي المقاومة الجنوبية وبمساندة التحالف العربي، فعمل حزب الإصلاح على إفشال الانتصار العسكري، عن طريق نشر الفوضى، والاضطراب السياسي والأمني، كما يبدو من خلال تتالي الاغتيالات، وجرائم الخطف والقتل، في عدن، مع الدفع بتنظيمي القاعدة وداعش إلى مقدمة الساحة للتفصي من المسؤولية والمحاسبة.