وزير الفيديوهات الفاضحة يكشف قوة الصراع بين عناصر الانقلاب الحوثي
الاثنين 4 مارس 2019 23:09:35
كشفت عودة وزير الخدمة والمعروف بوزير (الفيديوهات الفاضحة)، في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، عن قوة الصراع القائمة بين أكثر من معسكر داخل المليشيا الانقلابية، إذ أن رحيل الوزير كان بإيعاز من مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، فيما كانت العودة بتدخل من القيادي الإرهابي محمد علي الحوثي.
وقالت مصادر في وزارة الخدمة المدنية في صنعاء لـ"المشهد العربي"، أن الوزير عقلان، عاد لمزاولة عمله بعد نحو شهرين من توقيفه عن العمل، بعد تسجيل فيديوهات فاضحة له من قبل أطراف حوثية نافذة محسوبة على القيادي الحوثي مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.
وجاءت عودة عقلان إلى لمزاولة عمله في اطار حفاظ محمد الحوثي رئيس ما يسمى اللجنة الثورية على نفوذه . وتستخدم مليشيا الحوثي الفيديوهات الجنسية لإذلال المسؤولين المتحوثين والمعارضين السياسين للجماعة، لإرغامهم على الرضوخ لاملاءاتها.
وتأتي هذه الواقعة بعد نحو أسبوعين من نشوب صراعا محتدما على النفوذ داخل المليشيات الحوثية بين ما يسمى برئيس المجلس السياسي مهدي المشاط وبين المدعو محمد علي الحوثي والذي يشعل رئاسة ما تمسى باللجنة الثورية في جهاز الأمن القومي التابع للمليشيا في صنعاء.
وكانت هذه الخلافات على إثر اعتكاف رئيس الجهاز السابق (عبدالرب جرفان ) المكنى (ابو طه) ، إثر خلافات مع القيادي الحوثي (مطلق المراني) المكني ( ابوعماد) والمعين من المليشيا وكيلا لجهاز الأمن القومي، وأصدر المشاط قرارا بتعيين القيادي فواز حسين قائد نشوان رئيسا للأمن القومي خلفا لجرفان .
ويرى مراقبون أن صراع القيادات التابعة لأجهزة الاستخبارات التابعة لها والتي تعد بمثابة الرئة التي تعيش عليها لاعتماد مشروعها الانقلابي على القوة العسكرية الباطشة، أمرا يهدد وحدتها وقد يكون مقدمة لانفصالها إلى حركات صغيرة ومفتته.
وفي ذلك التوقيت قالت مصادر مطلعة لموقع "المشهد العربي" إن المشاط حاول إقناع جرفان بالعودة إلى عمله غير انه اشتكى من دعم محمد علي الحوثي للمراني المعين وكيلا للجهاز، واشترط إقالته لعودته مرة أخرى.
وأضافت المصادر ذاتها، أن عبدالرب جرفان الذي اعتكف في منزله، اشتكى من تعرضه لتمييز سلالي، كونه قبيلي، بينما المراني من الهاشميين ويحظى بدعم محمد الحوثي وزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي ، وقد تكون تلك التفرقة القبلية أو بوادر الانشقاق داخل مليشيا الحوثي. وأشارت إلى أن المشاط الذي يخوض صراعا مع محمد الحوثي لجأ إلى إصدار قرار بتعيين مديرا جديدا لجهاز الأمن القومي والحد من نفوذ المراني أو ما يعرف (ابو عماد) والذي كان يدير الجهاز بعد اعتكاف جرفان في منزله
وقد تكون تلك المشكلات وغيرها هي من دفعت الناشط السياسي، نجيب غلاب، للتأكيد على أن القدرات الأمنية للحوثية ضعيفة، وأنها لم تعد قادرة حتى على مراقبة بنيتها الداخلية التي أصبحت منفلتة وأشبه بعصابات قمعية متعددة.
وأضاف غلاب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن المليشيات الحوثية أصبحت عاجزة عن متابعة الناس وجهازها القمعي سيتهاوى، ببروز أدنى مقاومة شعبية في مناطق سيطرتها، مشيرا إلى أنها تحاول أن توحي إعلاميا بأن جهازها قوي عبر الانتهاكات المختارة بعناية.
ويرى مراقبون أن هناك عدم رضى داخل صفوف الجماعة، وخاصة بين هواشم صنعاء، ضد هواشم صعدة، وهؤلاء الأخيرون هم الذين باتوا يتحكمون بالمشهد بالكامل، وهو ما جعل صنعاء وكل البلاد تحت سيطرتهم الفعلية دون أن يتركوا هامشا ولو محدودا للسكان الاصليين.
الفساد داخل جماعة الحوثيين لم يعد سراً، ولم تعد الجماعة قادرة على كبحه أو التحكم فيه، وينذر ذلك بتفجر خلافات بين صفوفها، فيما يمنع انفجارها هو مستوى الإرهاب الذي تتعامل به مع أية ظاهرة تدعو الى التفكك الداخلي، الى جانب الحرب الذين يخوضونها مع الشرعية والتحالف، فيجعلون من ذلك مبرر لإغلاق وتأخير أي ملف من هذا القيلة تحت هذه الحجج.