كابوس القبائل المرعب يدفع الحوثي لإحياء الميثاق المشبوه

الثلاثاء 5 مارس 2019 00:55:42
كابوس القبائل المرعب يدفع الحوثي لإحياء الميثاق المشبوه
بعد النجاحات القبلية المتتالية على مدار الشهر الماضي، وتكبد العناصر الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمناطق التي كانت تسيطر عليها، لجأت المليشيات الحوثية إلى البدء الفوري بتنفيذ ما أسمته "ميثاق الشرف القبلي"، الذي روجت له منذ العام 2015، بغرض مواجهة خصومها القبليين.
وأجبرت الميليشيات الحوثية الإجرامية باستخدام وسائل الترغيب والترهيب عدداً من شيوخ القبائل عبر ما يسمى "مجالس التلاحم القبلي"، التي تم إنشاؤها خلال السنوات الأربع الماضية بالتوقيع على هذه الوثيقة التي تنص في أهم بنودها على تطبيق العزل الاجتماعي الشامل لخصوم الحوثي وتحديداً المؤيدين للتحالف العربي، وتجريدهم من المواطنة وحقوق الأخوة والصحب والحمى والمغارم والمجورة والتزاوج، وغيرها، بالإضافة إلى إهدار دمائهم واستباحة أعراضهم وممتلكاتهم.
وذكرت مصادر قبلية أن "إجتماعاً مشتركاً عقد الخميس الماضي وضم قيادات حوثية رفيعة مع عدداً من شيوخ قبائل صنعاء وذمار وعمران الموالين للحوثي لمناقشة بدء تنفيذ الوثيقة التي يتعهد بموجبها الموقعين عليها التبرؤ من إخوانهم وأفراد عشيرتهم من المناهضين للميليشيات وإهدار دمائهم وأعراضهم وأموالهم".
في تفاصيل هذا الميثاق الذي بدأ الحوثي الترويج له في العام 2015، أنشأت الميليشيات من أجله ما يسمى مجلس "حكماء وعقلاء اليمن"، وهو مجموعة من شيوخ القبائل الموالية للحوثي، اجتمعوا مؤخرا بهدف إقرار القواعد التفصيلية والتنفيذية للوثيقة.
وتشير تلك الوثيقة في بنودها، إلى السماح بعزل المناطق والأشخاص الداعمين للتحالف العربي، إضافة إلى مصادرة أموالهم وأراضيهم واستخدام القوة ضدهم.
وتمكن مسلحو قبيلة حجور التابعة لقبيلة حاشد أكبر القبائل اليمنية في كسر شوكة الحوثيين بعدما أعلنوا مقاومتهم المسلحة للميليشيات قبل نحو شهرين من الآن وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ما دفع الميليشيات لإعلان حالة الاستنفار وسحب مقاتليها وآلياتها العسكرية من بعض الجبهات والدفع بهم نحو حجور لكنهم ورغم ذلك فشلوا في النيل من صمود القبيلة وتحقيق أي انتصار مذكور.
ولقي 30 عنصراً من ميليشيات الحوثي مصرعهم وجرح 8 آخرين، أمس الأحد، في معارك ضارية مع قبائل حجور ووسط غارات لمقاتلات التحالف العربي، في مديرية كشر بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن.
هذا وتمكن رجال قبائل حجور عقب المعارك من تحرير عدد من المناطق في مديرية كشر شمال حجة، بينها منطقة بني شوس جنوبي كشر، بعد سيطرة الميليشيات عليها منذ قرابة أسبوعين.
وأسفرت معارك أمس الأحد أيضا عن مصرع 10 مسلحين حوثيين وجرح 8 آخرين واغتنام عدد من الرشاشات والمعدلات التي تركتها عناصر الميليشيات ولاذت بالفرار باتجاه مديرية أفلح الشام.
ويؤكد البعض أن نجاح قبيلة حجور في الصمود وتحقيق الانتصارات الميدانية سيسهم بشكل كبير في دفع قبائل أخرى لإعلان تمردها على الحوثيين والبدء في مقاومتها للتخلص من الهيمنة التي فرضتها على القبائل وعلى اليمنيين بشكل عام.
ويرى مراقبون إلى أن الخطوة الحوثية ما هي إلا وسيلة لزرع الخلافات والشقاق، وإذكاء الثارات وبث الفرقة والاقتتال بين القبائل اليمنية، خصوصاً وأن الميليشيات تعاني منذ أكثر من خمسين يوماً من معارك مع قبائل حجور في بلدة كشر بمحافظة حجة، وقد فشلت في اجتياح المنطقة.
ويذهب البعض للتأكيد على أن مليشيا الحوثي تعرضت لصدمة قاسية بعد المواجهة الضارية التي لقيتها من قبائل حجور في محافظة حجة التي كانت تنظر إليها كمحافظة ذهبية بالنسبة لها في مساندة مشروعها الكهنوتي الطائفي المدعوم بأجندات إقليمية مشبوهة.
 الأمر الذي دفع قيادات الحوثي للتفكير بجدية في كيفية تفكيك البنية القبلية في اليمن من خلال جرها نحو صراعات ونزاعات فيما بينها للحيلولة دون انفجارها المحتمل في وجه الإذلال والتسلط الكهنوتي الحوثي الذي يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل عام 1962".
وتحاول الحوثي أن تجعل من هذه النصوص كوثيقة مقدسة للقبيلة اليمنية يتم بموجبها تنفيذ أحكامها التي تدعو بوضوح إلى إباحة الدم والمال والعرض وجعل الثأرات بين الأشقاء وأبناء العشيرة الواحدة، ما هو الا دليل واضح على حالة الهلع التي يعيشها الحوثيون، بعدما بدأوا يدركون حقيقة الرفض المجتمعي لهم ولمشروعهم الإيراني الخبيث الذي يسعى لانتزاع اليمن من حاضنتها العربية".