العقلاء وحدهم من يصدقون

صديقي العزيز الأستاذ د محمد علي السقاف.
أحييك وأحيي روحك الجميلة ومثابرتك المتواصلة في نشر خبراتك ومشاهداتك وانطباعاتك بل ومبادراتك عن طريق هذه الصفحة ومن خلال الموقع الإلكترونية والورقية.
بالتأكيد أن لديك الكثير مما يمكن الاستفادة منه لو أن لدى البلاد حكومة تبحث عن المقتدرين لكن للأسف لا أحد يكترث لمعيار الخبرة والكفاءة ، بل إن هناك من يبحث عن المدح والتطبيل أو ذوي القربى الأولى بالمعروف.
هذا موضوع قد أتناوله في منشور لاحق ولكنني تناولته على السريع تمهيداً لتبيان ما ورد في منشوري عن الرسائل التي تضمنتها زيارة الأخ عيدروس الزبيدي لبريطانيا.
ما نشرته هو ما استمعت إليه من أحاديث وما شاركت فيه من لقاءات وما راقبته من مقابلات صحفية وإعلامبة كنت حاضرا فيها، وليس تمنيات من صناعتي ولا مبالغات أحاول تسويقها على إنها حقائق فإن أكثر ما أكره هو المبالغات وتزييف الحقائق والموضوع هو مقابلات صحفية وتلفيزيونية وليس شراء محطة إطلاق صواريخ فضائية.
موضوع الاعتذار لبعض المواقع والصحف والقنوات لم يكن رفضا ولا تعاليا لكن بسبب ضيق الوقت فالرجل كان يجرى سبعة إلى ثمانية لقاءات ومقابلات واجتماعات في اليوم الواحد ولم يتبق لديه وقت للطلبات التي جاءت متأخرة بعد نشر بعض الصحف مقابلاتها أو منشوراتها عن اللقاء معه، وكما أشرت فإن الرجل قد أجرى مقابلات مع صحف الإندبيندينسي، والتايمز، والجارديان ومجلة الإيكونومست، وصحيفة وولستريت جورنال الأمريكية وقناتي BBC العالمية والعربية.
لكننا اتفقنا مع المواقع والصحف والقنوات التي طلبت اللقاء مع اللواء عيدروس على التواصل اللاحق من خلال مراسليهم في عدن إن وجدوا أو أثناء زياراته المرتقبة لعواصم أخرى.
الكثيرين لا يصدقون هذه الأمور على بساطتها ويعتبرونها مبالغات تضر المجلس الانتقالي، أنا لا أكترث كثيرا لهذا الأمر فمن حق كل شخص أن يعتقد بما يشاء، وقد هون كثيرون من خبر الزيارة بل اعتبره البعض مجرد كذب وترويج إعلامي مع إن بريطانيا بلد مفتوح لجميع الزوار الذين يستوفون شروط الدخول إلى أراضي المملكة وقد تمت الزيارة كما يعلم الجميع.
أما القول بأن بريطانيا والدول الغربية لا تعترف بالقضية الجنوبية فمن أجل هذا جاءت الزيارة وحقيقة أن كثيرين ممن قابلهم الأخ عيدروس عبروا عن تضامنهم مع القضية الجنوبية وفعلا وصفه لبعض برئيس جنوب اليمن، لكن هذا ليس الأهم ونعلم جميعا أن الدول الكبرى تتخذ قراراتها السياسية ببطء وتروي وحذر ولكن من خلال عملية تراكمية طويلة المدى، وقد ذكرت أحد الذين قابلناهم، بانكم كنتم تعتبرون نيلسن مانديلا ومؤتمره الوطني إرهابيين، وها أنتم قد نصبتم له تمثالا في قلب لندن.
ومثل ذلك القول أن المجنون لا يصدق أن لدى الأخ عيدروس دعوة لزيارة روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية ف . . . من حق المجنون أن لا يصدق لكن العقلاء سيصدقون عندما تتم الزيارة.