إدانة حوثية لمجزرة مسجدي نيوزيلاند.. قتلة المصلين يسيرون في موكب المعزّين
"إن لم تستحِ فاصنع ما شئت".. سارت مليشيا الحوثي الانقلابية على هذا الدرب عندما أدانت الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلاند، بينما انتهكت هي حرمة بيوت الله عشرات المرات.
حاولت المليشيات تجميل صورتها بإصدارها بياناً على لسان محمد علي الحوثي رئيس ما تُمسى اللجنة الثورية، يتحدث فيه عن إدانة الهجوم واعتبره دليلاً على أنّ الإرهاب لا دين له، ونتاج الشحن العنصري ضد المسلمين.
إدانة الحوثي التي حاولت تشكيل هوية سياسية وإنسانية للمليشيات الإرهابية ذكّرت بالعديد من الانتهاكات التي ارتكبتها في بيوت الله دون أن تراعي حُرمتها، كما عملت على استهداف الأئمة والخطباء من خلال تجنيد بعضهم في صفوفها للحشد لها تحت غطاء الدين أو اعتقال من يرونه يُشكّل خطراً على وجودهم.
وفي فبراير الماضي، كشف وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية أنَّ المليشيات الحوثية هجّرت أكثر من 1200 عالم دين واعتقلت 170 خطيباً، وفي المقابل عملت على دخول 70 شخصاً من الجنسيتين اللبنانية والإيرانية إلى الأراضي اليمنية بشكل مخالف للأنظمة ومن خلال التهريب بهدف غرس الأفكار الإيرانية بين شرائح المجتمع.
وشدَّد على أن المليشيات الحوثية لم تأت بمشروع سياسي بل جاءت بمشروع عقائدي لا يرتبط بما سار عليه اليمنيون منذ نحو ألف عام، وأن ما يحدث اليوم من قبل المليشيات هو تجريف لمناهج التعليم وغزو لبث الأفكار والمعتقدات الإيرانية خصوصاً مع رصد نقل بعض الحوزات الإيرانية إلى اليمن.
وفي مطلع مارس الجاري، كانت مديرية مذيخرة جنوب غربي محافظة إب على موعد مع انتهاك حوثي مروّع، حيث اندلع اشتباك مسلحٌ بين عناصرها داخل مسجد بمنطقة الضباري.
اندلعت المواجهة الحوثية - الحوثية، بسبب خلاف فيما بينهم على حول ملكية مزرعة "قات" تطوّر إلى إطلاق نار، ما أسفر عن مقتل شخص، أوضحت مصادر أنّه يدعى قائد بن أحمد، وهو ليس عضواً في المليشيات، فيما أصيب خمسة من عناصر الانقلابيين.
تزامن ذلك مع انتهاك شبيه لحرمة بيت الله، إذ اعتقلت المليشيات إمام مسجد في صنعاء أثناء إلقائه خطبة الصلاة وتمّ الاعتداء عليه ثم أنزل من المنبر بالقوة ونقل إلى مكان مجهول، ثم تم تفريق المصلين بالقوة.
حدث كل ذلك لأن خطيب الجمعة أعلن تأييده الانتفاضة المسلحة، التي قامت بها قبائل حجور بمحافظة حجة ضد المليشيات الحوثية، فما كان من الانقلابيين إلا كالوا إليه الشتائم وأنزلوه من المنبر، ثم الاعتداء عليه.
وبحسب شهود عيان، فإنّ الخطيب قال إنّ الممارسات الحوثية بحق أبناء حجر وكل اليمنيين يجب أن يوفقها الشعب بأي طريقة حتى وإن كانت بحمل السلاح، عقب ذلك، داهم خمسة مسلحين حوثيين المسجد وقاموا بضرب الخطيب بألقاب البنادق وكل من حاول اعتراضهم من المصلين، فيما انتشر خارج المسجد عشرات المسلحين الحوثيين.
وفي السابق، اتهمت تقارير حقوقية مليشيا الحوثي بتفجير ونهب مئات المساجد واختطاف عشرات الأئمة، وأشار تقرير لـ"برنامج التواصل مع علماء اليمن"، إلى أنّ مليشيا الحوثي قامت بـ"تفجير وقصف ونهب 750 مسجداً، واختطفت 150 من أئمة وخطباء المساجد في عام 2017 فقط.
ويتعرّض أغلب من تم توقيفهم من الأئمة والخطباء للتعذيب اليومي في سجون سريّة، وفقا لتقارير حقوقية أوضحت أن 69 إماماً وخطيباً منهم يتبعون محافظة صنعاء، في حين يتبع 29 محافظة الحديدة (غرب)، و25 يتبعون محافظة "إب".
كما تضمّنت انتهاكات الحوثيين تفجير المساجد بالكامل وقصفها بالدبابات ونهبها واقتحامها وتحويل بعضها لثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، وحظيت صنعاء بنصيب الأسد من هذه الانتهاكات بواقع 282 مسجداً، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجداً"، بحسب التقرير الذي لم يتطرق إلى مساجد بقية المحافظات.
وفي منتصف عام 2013، شنّ الحوثيون قصفاً على منطقة دماج، أسفر عن تفجير 80 مسجداً وتدميرها بالديناميت، والعبوات الناسفة، في حين تعرض 41 مسجداً لأضرار بالغة، وتم تحويل 157 مسجداً إلى ثكنات عسكرية، ومخازن أسلحة، إضافة الى تفجير وانتهاك 16 داراً للقرآن الكريم.