مليشيا الحوثي تحتفظ بجثمان أحد قادتها في ثلاجة الكتمان
يوماً بعد يوم، تتكبد مليشيا الحوثي الانقلابية خسائر كبيرة وتفقد العديد من قياداتها، لكنّها في الوقت نفسه تحاول التكتم على هذه الأنباء قدر المستطاع؛ مرجعةً ذلك إلى الخوف من التأثير على معنويات عناصرها.
أحدث ما ورد في هذا السياق، هو محمد عبد الرحمن المقدمي الذي يعرف بأنّه الذراع اليمنى لعبد الملك الحوثي، حيث قُتل في 18 فبراير الماضي في معارك حجور بمحافظة حجة.
مصادر إعلامية نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صورةً للقائد الحوثي الذي عيّنته المليشيات قائداً لما يُسمى اللواء 127 مشاة، أظهرت أنّه سيتم تشييع جثمانه غداً السبت في صنعاء.
وبحسب المصادر، فإنّ تكتّم المليشيات الحوثية على إعلان مقتله راجع إلى الخوف من تأثير ذلك معنويات عناصرها لا سيّما خلال معارك حجور التي قدّمت فيها القبائل بطولات ملهمة ضد الانقلابيين.
وخسرت المليشيات الكثيرَ من قادتها خلال الفترة الماضية في معارك حجور، ففي أول فبراير، قتل القيادي الحوثي عبدالله عباس جحاف وعددٌ من مرافقيه في غارتين للتحالف العربي على محافظة حجة، استهدفتا تجمعات للحوثيين في منطقة حجور.
وفي العاشر من فبراير، اعترفت المليشيات بمقتل أحد قياداتها خلال غارة للتحالف العربي (نفّذت في الثامن من فبراير)، بمحافظة عمران شمالي صنعاء، حيث ذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين - آنذاك - أنّ القيادي الحوثي محمد الشيمي المكنى بـ"أبو طارق" قتل مع مجموعة من المسلحين، إثر استهدافهم بغارة جوية للتحالف العربي بمديرية القفلة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ الشيمي وجماعته كانوا متجهين للمشاركة في القتال إلى المسلحين الحوثيين في جبهة حجور قبل أن ينجح التحالف في استهدافهم.
وفي الثاني عشر من فبراير، خسرت المليشيات الحوثية أحد أبرز قياداتها الميدانية في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، حيث قُتل القيادي علي ناصر حمود، أثناء تقدُّم قوات الجيش في محور كتاف بقيادة اللواء رداد الهاشمي.
وفي 13 فبراير، قتل القيادي الحوثي محمد المترب الذي عيّنته المليشيات رئيسًا لعمليات المنطقة العسكرية المركزية التابعة للحوثيين، وكان ذلك في جبهة نهم شرقي صنعاء.
وكان المترب من القيادات الكبيرة للحوثيين في نهم والرجل الثاني لقائد المنطقة العسكرية المركزية عبدالخالق الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي قائد المليشيات، بعد أن كان من ضباط الحرس الجمهوري المقربين لقائد تلك القوات أحمد علي عبدالله صالح.
وفي الرابع عشر من فبراير، قُتل القيادي الحوثي في جبهة الرزامي مهدي الجبري الملقب بـ"أبو حمزة"، إثر عمليات عسكرية شنّها الجيش ضد المليشيات بمحافظة صعدة.
وفي 17 فبراير، قُتل القيادي حسين محمد الأشموري إثر غارة جوية للتحالف بمحافظة عمران، والأشموري هو مشرف الإمدادات في منطقة قفلة عذر.
وفي مديرية السبرة بمحافظة إب، سقط قتيلان من المليشيات أحدهما قيادي، في ظل فوضى وانفلات أمني تشهده المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وكانت خلافات قد نشبت بين نائب مدير أمن مديرية السبرة المعين من قبل المليشيات أنور الجرادي، وشخص يدعى محمد الجماعي، تطورت حد إقدام الأخير على قتل المسؤول الحوثي، وأقدم الجماعي على قتل الجرادي عقب تدخُّل "الأخير" وممارسة نفوذه لإعادة شخص ارتكب جريمة قتل بحق نجل الجماعي قبل سنوات وانتهت القضية بصلح قبلي قضى بتسليم الدية وعدم عودة القاتل إلى نجد الجماعي بمديرية السبرة، وهو الأمر الذي لم يتم تنفيذه مؤخراً، إذ عاد القاتل بتشجيع ودعم من نائب مدير أمن مديرية السبرة.
وفي 19 فبراير، اعترفت المليشيات بمقتل القيادي حمدان الجرمي بمعارك حجور في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، أثناء إشرافه على "مجاميع حوثية"، وكان الجرمي يقود القطاع الأمني الغربي في صنعاء.
وفي 26 فبراير، نفّذت قوات الجيش في المنطقة العسكرية اليوم عملية هجوم واسعة على مواقع لمليشيا الحوثي من محورين في جبهة حرض غربي محافظة حجة اليمنية، وأسفر الهجوم عن مقتل عددٍ من عناصر المليشيات وجرح عدد آخر، وكان من بين القتلى القيادي الحوثي المدعو وضاح أحمد ناصر طويل المسؤول الثقافي لجبهة المليشيات في حرض.
كما قٌتل عدد من عناصر مليشيا الحوثي بينهم قيادي ميداني في السابع من مارس، في مواجهات مع قوات الجيش شمالي محافظة الجوف.
واندلعت المواجهات عقب محاولة المليشيات التسلل باتجاه جبال "الربعة"، الواقع بين محافظتي الجوف وصعدة، إلا أنّ قوات الجيش أحبطت تلك المحاولة.
وقبل أسبوع، لقي عدد من عناصر المليشيات مصرعهم بينهم قيادي ميداني، بعد معارك ضارية ضد قبائل حجور المسنودة بمقاتلات التحالف العربي بمحافظة حجة، بعدما رصدت القبائل هجوماً للمليشيات على الحديتين شرق عزلة العبيسة في مديرية كشر.
والأحد الماضي، قُتل اثنان من أبرز القيادات الميدانية لمليشيا الحوثي، مع عدد من أتباعهما في جبهة حجور، وهما أبو رعد الخطيب، والمدعو أبو أحمد، حيث كان قد نقلا من الساحل الغربي إلى جبهة حجور، لكنهما لقيا حتفيهما مع عدد من أتباعهما على أيدي أبناء القبائل.