المدنيون والقصف الحوثي العشوائي .. غارات غادرة تغتال الحق في الحياة
يوماً بعد يوم، تثبت مليشيا الحوثي وجهها الإرهابي ورغبتها في إطالة الأزمة في البلاد عبر تكبيد المدنيين أثماناً باهظة، بغية إطالة أمد الحرب التي أشعلتها في صيف 2014؛ لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.
صحيفة "الاتحاد" نقلت عن مصادر ميدانية قولها إنّ المليشيات الحوثية لا تتوقف عن القصف المدفعي على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في مديرية التحيتا الساحلية جنوب الحديدة.
المصادر تحدّثت عن أنّ هذا القصف دائماً ما يكون بشكل عشوائي، ما يكبّد المدنيين أثماناً فادحة.
أحدث الجرائم الحوثية هذا السياق، كان تدمير منزل أحد المواطنين في مديرية التحيتا عن بكرة أبيه، بالإضافة إلى تضرُّر منازل أخرى جرّاء هذا القصف العشوائي.
كما تضررت العديد من منازل المواطنين في منطقة منظر الساحلية، جنوب مدينة الحديدة، جراء تساقط قذائف الهاون التي يطلقها الحوثيون على المنطقة بشكل مستمر في هذه الآونة.
تندرج هذه الانتهاكات ضمن جرائم الحرب التي اعتادت المليشيات الحوثية على ارتكابها منذ الحرب العبثية التي أشعلتها في البلاد.
ودفعت محافظة حجة، ثمناً باهظاً جرّاء الانتهاكات الحوثية خلال الشهرين الماضيين لمواجهة انتفاضة قبائل حجور التي منيت فيها المليشيات بخسائر كبيرة.
وكشف إحصاءات حقوقية أنّ المليشيات ارتكبت ثمانية آلاف جريمة في محافظة حجة خلال الشهرين فقط، ترقى إلى جرائم حرب، وسط انتقادات حادة لما يطلق عليه اليمنيون "صمتًا سلبيًّا" من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية عن تلك الجرائم، التي طالت المدنيين والنساء والأطفال في المنطقة.
الانتهاكات الحوثية بحق أبناء مديرية كشر في محافظة حجة بلغت 7921 حالة انتهاك، بينها 205 حالات قتل، منهم 20 طفلاً و30 امرأة، وتنوعت بين الإعدام المباشر والإعدامات الجماعية والقصف بالأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ البالستية على المنازل بمن فيها من النساء والأطفال، بالإضافة إلى استخدامهم دروعًا بشرية.
كما قامت المليشيات بتفخيخ وتفجير وإحراق 150 منزلاً، منها 75 منزلاً دُمِّرت بالكامل بعد نهب محتويات معظم تلك المنازل، وكذا إحراق وتفجير أكثر من 35 شاحنة تستخدم لنقل المياه.
وبلغ عدد الجرحى 480 جريحًا، منهم 60 امرأة، و30 طفلًا في حين بلغ عدد المختطفين والمخفيين قسريًّا 170 بعضهم اختطفوا وجراحهم تنزف دون تقديم الخدمات الإسعافية لهم.
واشتملت حالات التهجير القسري في حجور على 1650 حالة في حين بلغ عدد الأسر النازحة أكثر من 5 آلاف أسرة في الوقت الذي سيطرت فيه الميليشيات الحوثية 186 مزرعة، وقامت بإتلاف 45 مزرعة أخرى.
وفي محاولة من المليشيات لوأد الانتفاضة ضدها في حجة، لجأ الانقلابيون إلى تصفية كبار قيادات مقاومة رجال القبائل في منطقة حجور.
كما لجأت المليشيات إلى تصفية قادة المقاومة القبلية التي صمدت في مواجهة آلتها العسكرية لنحو 50 يوماً، جاء إثر عمليات تنكيل بالسكان في مديرية كشر ابتداءً من مدخلها الشرقي في منطقة العبيسة وصولاً إلى الجهة الغربية.
وبحسب مصادر قبلية، فإنّ المليشيات الحوثية قامت بعد السيطرة على مناطق بني سعيد غرب مديرية كشر، بتصفية القيادي البارز في المقاومة الشيخ علي فلات الحجوري وشقيقه حمزة، إضافة إلى تصفية القيادي في المقاومة الشيخ محمد حمود العمري مع أبنائه، وكذلك القيادي محمد الهادي، بعد أن رفضوا الاستسلام للانقلابيين، علماً بأنّ الصحيفة نفسها كانت قد نقلت بالأمس عن مصادر أخرى قولها إنّ العمري والحجوري لم يقتلا، لكنّهما أصيبا لكن دون معرفة مكانهما.