المتباكون على جنسية أبناء سقطرى

تأخرت قناة bbc البريطانية شهراً كاملاً في إذاعة مقابلتها مع الأخ اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي أجريت أثناء وجوده في بريطانيا في شهر مارس المنصرم.
لن أتحدث عن الرسائل المهمة التي تضمنتها المقابلة فقد شاهدها الملايين ويستطيع من فاتته ان يشاهده عبر خدمة يوتيوب، لكنني سأتوقف عند قضية تصور بعض خصوم المجلس الانتقالي ودولة الإمارات الشقيقة أنهم بحديث الأخ عيدروس عنها قد انتزعوا ورقة إدانة إضافية ضد المجلس وضد دولة الإمارات معا، وهي قضية الصخب المثار حول ما يسمونه تجنيس الإمارات لبعض أبناء سقطرى.
وهي قضية تثير ضخبا وضجيجا وعويلا في أوساط إعلامية يمنية كثيرة من تلك التي يمتلكها ويمولها خصوم القضية الجنوبية وخصوم الإمارات الشقيقة.
إخواننا ثارت ثائرتهم لسبب حصول بعض مواطني سقطرى على الجنسية الإماراتية وبعضهم حصل عليها منذ عشرات السنين مثل آلاف اليمنيين ومنهم وزراء ونواب وقادة عسكري ن، من الحائزين على جنسيات دول أخرى، ومثلهم ملايين المهاجرين من مختلف البلدان إلى بلدان أخرى حصلوا على جنسياتها بموجب قوانين كل بلد.
لم تثر هذه القضية إلا عند سقطرى وأبنائه في الإمارات
لقد كان الأخ اللواء الزبيدي موفقاً في رده على هذا السؤال بأن الحصول على جنسية أي بلد هو حق شخصي يقع في قلب حرية كل إنسان، وكان الطريف والغريب ان المذيعة (وهي بلا شك عربية الأصل وحاصلة على الجنسية البريطانية) تربط هذا الأمر بما اسمته (بالنفوذ الإماراتي) الذي تعلم ويعلم كل متابع الأوضاع في اليمن بأنه كذبة كبيرة يسوقها الذين يرغبون في تصفية حساباتهم مع دولة الإمارات الشقيقة التي دخلت في الحرب على المشروع الانقلاب ضمن التحالف العربي الذي جاء بطلب الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
عموما كانت المقابلة مقنعة وكان خطاب الأخ رئيس المجلس موفقا في تقديم المجلس كحركة سياسية مدنية لا تنغلق على نفسها ولا تدعي احتكار الحقيقة وتنفتح على الجميع والأهم من هذا تمتلك رؤية لحل العضلات المتعلقة بالجنوب والمتعلقة بالأشقاء في الشمال. 
ختاما، الذين يتباكون على سقطرى وعلى جنسية بعض أبنائها إنما يتباكون على النهب الذي تعرضت له الجزيرة على مدى اكثر من ربع قرن لم يدع شيئا إلا وحوله إلى استثمار غير مشروع لهم ولمموليهم ويعتقدون ان الحضور الإماراتي سيسلك سلوكهم وينهب كما نهبوا ويستولي كما استولوا هم ومموليهم .

ــــــــــــــــــــــــــ

*من صفحة الكاتب على فيسبوك