التحالف الشرير بين الحوثي والإخوان تتمدّد أواصره
رأي المشهد العربي
اعتاد حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، الرقص على كل الحبال، والهدف في خطوة له هي تحقيق مصالحه، حتى وإن كان ذلك عبر "تحالف شرير"، تلطّخت فيه أيادي الإخوان والحوثيين بـ"دماء القتل والفساد".
ففي الوقت الذي يدعي فيه الإخوان وقوفهم إلى جانب الشرعية، لا سيّما عبر قادتها النافذين في الحكومة، فإنّ الجماعة (المصنفة إرهابية في كثير من الدول) تحالفت مع مليشيا الحوثي الانقلابية على النحو الذي يحقق للطرفين مكاسب مالية عبر شبكات تهريب، اشتملت صنوفاً مختلفة من الجرائم.
الفترة الأخيرة شهدت توسُّعاً حوثياً إخوانياً، في تهريب الأسلحة والذخائر والمواد الأولية لصناعة المتفجرات عبر مناطق نفوذ الحكومة، وتحديداً في تعز، صوب مناطق وجود المليشيات الحوثية.
الثلاثاء الماضي، أحبطت قوات اللواء الـ35 عملية تهريب أسلحة وذخائر، تمثّلت في عشرات قذائف (آر بي جي)، وصناديق ذخيرة متنوعة الأحجام إلى جانب عشرات الرشاشات الخفيفة والمتوسطة، مصدرها مليشيا حزب الإصلاح وكانت في طريقها إلى الحوثيين، وتحديداً في مديرية خدير بمحافظة تعز.
ولا يمكن النظر إلى تحالف المليشيات الحوثية بنظيرتها الإخوانية بأنّها علاقة سرية، فكثيراً ما أقدم أي منهما على تصرف يفضح هذه التوأمة الإرهابية، ولعل الدليل الأبرز على ذلك هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء.
وينظر إلى القيادي الإخواني علي محسن الأحمر بأنّه "رأس الأفعى" التي حقّقت أرباحاً خياليةً من وراء جرائم تهريب الأسلحة، فالجنرال يتستر تحت غطاء الشرعية، في وقتٍ تورّط في الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي يُفترض أن يعاديها باعتباره الذراع اليمنى للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقد شكّل الأحمر تكتلات عسكرية تحت لواء "الشرعية" لاستئناف جرائم التهريب والمخدرات والإرهاب التي كان يستفيد منها.
كما شكّل علي محسن، تحالفاً مع هاشم الأحمر قائد المنطقة العسكرية السادسة، وأمين العكيمي محافظ وقائد محور الجوف في إطار "مافيا للتهريب" إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ما يدر عليهم مكاسب مالية ضخمة، وتضمّنت شحنات التهريب قطع لطائرات مسيرة، ومواداً تستخدم في صناعة الأسلحة ومواداً كيماوية شديدة الانفجار.
جرائم الإصلاح، لا سيّما عبر قادته النافذين في الشرعية، يضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور الحكومة التي ربما تستفيد من إبقاء الوضع الراهن على شكله المعقد، دون أن تثبت صدق نواياها في حلحلة الأزمة، ويضاف إلى ذلك الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة وتسبّبت في تأزيم المشهد، لا سيّما على الصعيد الاقتصادي.