مقهى بردفان يتحول لمعرضٍ تراثي يروي تاريخ الأجداد (تقرير)
لم تعد مقهى التراث القديم التي يملكها الشاب بكيل أحمد سعيد بمدينة الحبيلين بمديرية ردفان، عبارة عن محل صغيرة يقدم الشاي والقهوة والمعجنات لزبائنه وحسب، بل أصبحت معرضاً للتراثي القديم بعد أن زينت جدرانه الصور القديمة التي تروي تاريخ الأجداد.
ويحوي المقهى صوراً لمناطق من ردفان، بالإضافة إلى المناطق الجبلية التي شهدت ملاحم بطولية وصمدت أمام قوات الاحتلال البريطاني قبل وبعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي تفجرت من ردفان بقيادة الشهيد راجح لبوزة، كما يحوي أيضاً صور لشهداء ومناضلين من الآباء والأجداد وكذلك صور لعدد من الشهداء الأحفاد من شهداء المقاومة الجنوبية 2015م وانتفاضة الحراك الجنوبي منذ العام 2007م، ولمن قضوا نحبهم في مواجهة التطرف والإرهاب.
الشاب بكيل أحمد سعيد صاحب المحل الصغير هذا، يحكي لـ"المشهد العربي:" هذه الصور بذل الأخ ثابت بن ثابت الجهوري، مدير مكتب الثقافة بردفان ورئيس الدائرة الثقافية بانتقالي ردفان، جهوداً كبيرة في جمعها وتعليقها هنا على جدران المحل"، مشيراً إلى أن هذا يعد عملاً عظيما كون هناك الكثير من الأشخاص يتجاهلون مثل هكذا أعمال تراثية قيمة تذكرنا بماضي أجدادنا، ويأتوا الناس لشرب الشاي والقهوة وفي الوقت ذاته يتطلعون للصور وهذا يشدّ انتباههم، لأن هذه الصور تحوي مناظر لمناطق قصفتها القوات البريطانية، وسيارات قديمة وبعض الأشياء من الأواني القديمة التي كان يستعملها الأجداد إضافة إلى صور عن الزي الشعبي التقليدي.
وأضاف بكيل بالقول:"وجود هذه الصور في محلي جعلني أشعر بسعادة كبيرة وسأهتم بها، حتى أنني عندما أغادر المحل تبقى لوحات الصور كما هي لمن يريد أن يشاهدها، وهذا المكان أيضاً جسد اللقاءات المجتمعية بين الناس الذين، حيث بات قبلة لأهل المنطقة لتبادل الأحاديث عن أمور الحياة اليومية والأوضاع الدائرة في البلاد، في الوقت أن العديد من كبار السن وجدوا في هذا المكان متنفساً لهم للراحة وللقاء أصدقائهم".
وختم حديثه بالقول:" الاهتمام بأشياء تعود للماضي، يشعرني بالفخر، وإن كانت عبارة عن جهود شخصية بسيطة، لأن هذا سيحفز آخرين من أبناء المجتمع لينشطوا في مثل هكذا مجالات تلفت الأنظار".