الحل في إنهاء الانقلاب.. جهود الهيئات الصحية لا تكفي لمواجهة الكوليرا

الأحد 14 إبريل 2019 18:46:42
الحل في إنهاء الانقلاب.. جهود الهيئات الصحية لا تكفي لمواجهة الكوليرا

خلال الأيام الماضية سارعت العديد من المنظمات والهيئات الدولية، بإعلانها تنظيم حملات صحية للحد من تفشي وباء الكوليرا، والذي يأخذ في الانتشار سريعا، تحديدا في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، غير أن تلك الحملات وحدها لا تكفي في ظل سعي العناصر الانقلابية على وجود بيئة خصبة لتعميق الأزمة الصحية، بما يسمح بطول أمد الأزمة.

ويرى مراقبون أن التعامل مع أكبر وباء لتفشي مرض الكوليرا في العالم، يجب أن يسير باتجاهين متوازين بنفس القوة، الأول وهو الأهم يرتبط بالتعامل عسكريا مع العناصر الانقلابية وهي السبب الرئيسي في تفشي هذا النوع من الأمراض، بالإضافة إلى الحملات المحلية والدولية التي تستهدف المرضي وتعمل على توعية الأصحاء، ولكن شريطة أن تضمن وصول مساعداتها إلى المستحقين وليس كما يجري حاليا، إذ تعمل عناصر الانقلاب، على الاستيلاء عليها.

وأطلقت منظمة اليونيسيف، اليوم الأحد، حملة للتخلص من وباء الكوليرا في اليمن، بعد انتشاره في عدة محافظات ووفاة الكثير من الأطفال، وكتبت على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "النظافة تحمينا من الكوليرا.. أغسل يديك بالصابون.. معا للقضاء على الكوليرا في اليمن".

فيما دشنت جمعية الهلال الأحمر الكويتية، أمس السبت، حملة مكافحة الكوليرا بمديرية جبل حبشي ف يتعز، وقالت الأمين العام في الجمعية مها البرجس إن جهود الجمعية في دعم القطاع الصحي، ومواجهة الأمراض المعدية في اليمن، ساهمت في التخفيف من معاناة المواطنين، ووضعت حدا لانتشار مرض الكوليرا هناك.

وأضافت البرجس أن القطاع الصحي كان من أكثر القطاعات التي تضررت نتيجة الأحداث في اليمن، مما انعكس مباشرة على حياة المواطنين، وانتشرت أمراض مثل الكوليرا، وحمى الضنك، وغير ذلك من أمراض معدية.

وأشارت إلى أن الجمعية سارعت إلى تقديم الدعم العاجل، وتكثيف الجهود لإنقاذ وحماية أبناء اليمن من مرض الكوليرا الخطير، موضحة أن المدير العام لمديرية جبل حبشي اليمنية فارس المليكي، أطلق نداءات عاجلة لمواجهة تحديات الكوليرا، التي راح ضحيتها عدد من المواطنين.

فيما كشفت، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط، أليسون كينج، عن مشاركة بريطانيا في صندوق اليمن الإنساني، لتوفير الدعم المنقذ للحياة من مرض الكوليرا، ويساعد دعم المملكة المتحدة، على توفير الدعم المنقذ للحياة لأولئك الذين يعانون من الكوليرا في اليمن.

وتقوم الأمم المتحدة بأدوار فاعلة للتعامل مع الأمراض والأوبئة التي يعانيها اليمنيين في المناطق التي تستطير عليها عناصر مليشيا الحوثي، ولكنها دائما ما تواجه مشكلة في وصول الأدوية إلى مستحقيها، وكذلك فإنها لا تتخذ خطوات رادعة من خلال مجلس الأمن بما يمكًنها من توصيل مساعداتها، وتكتفي فقط بالتأكيد على قيامها بجهود الإغاثة.

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس"، الجمعة، عن تعمد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران منع شحنة محملة بلقاحات الكوليرا من الوصول إلى صنعاء، بينما كان الوباء يفتك باليمنيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وذكرت، أن طائرة تابعة للأمم المتحدة محملة بنصف مليون جرعة من لقاح الكوليرا حطت في أحد مطارات القرن الأفريقي، في يوليو 2017، ظلت تنتظر إذن من الحوثيين لتسليم الشحنة لكن دون جدوى.

وأوضحت الوكالة أن مسؤولين دوليين كشفوا أن عرقلة شحنة اللقاحات سببه تعنت الحوثيين بسبب رفض مطالبهم الحصول على سيارات إسعاف ومستلزمات طبية طلبوها من الأمم المتحدة من أجل ميليشياتهم، فيما يطلقون عليه المجهود الحربي.

كما أكدت الوكالة، أن الميليشيات الحوثية قامت باختلاس أموال مخصصة لمكافحة وباء الكوليرا، الذي كان قد تسبب في وفاة أكثر من 3 ألف مواطن يمني ما بين 2017 و2018.

وتتعمد مليشيات الحوثي في زيادة فرص انتشار الأوبئة لابتزاز المجتمع الدولي، إضافة إلى ذلك عدم صرف رواتب عمال النظافة في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين أدت إلى تكدس النفايات ومع دخول موسم الأمطار عاود الوباء القاتل للظهور مجددا.

وبحسب إحصاءات حكومية، يصاب بهذا المرض الفتّاك أكثر من 100 شخص يومياً نتيجة تدهور أوضاع النظافة والصرف الصحي وانقطاع إمدادات المياه الصالحة للشرب.

وينذر استمرار هذا الوضع إلى المزيد من معاناة المواطنين، وبات الأمر لا يقتصر على الأزمة الصحية الحادة، بل وصل إلى تدهور وانهيار الأوضاع الإنسانية بشكل عام التي باتت كارثيةً، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من أزمة الغذاء والمياه النظيفة.