بعد أربع سنوات من التحرير.. هل ينهي الجنوب خطر الإرهاب في 2019؟

الاثنين 15 إبريل 2019 23:19:19
بعد أربع سنوات من التحرير.. هل ينهي الجنوب خطر الإرهاب في 2019؟

منذ أن تحررت محافظات الجنوب من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية قبل نهاية العام 2015، وهي تشهد تطورا أمنيا وسياسيا بشكل ملحوظ، غير أن وجود جيوب إرهابية تابعة للحوثيين وتنظيم القاعدة كان من الممكن أن يحدث انتكاسة، وهو ما تنبهت إليه المقاومة الجنوبية والأجهزة الأمنية بالجنوب، والتي فتحت جبهات عدة لتطهير محافظات الجنوب من خطر الإرهاب.

ولعل ما يصب في صالح القوات الجنوبية، أنها تخوض معاركها في وقت فرضت فيه قوتها على المناطق المتواجدة فيها، وكذلك فإن هناك غطاء سياسي يدعم تلك العمليات ويشرف عليها، بل ويباشر نجاحاتها بشكل ويتمثل ذلك في قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، غير أن المعركة لن تكون سهلة في ظل خيانة أطراف عديدة تتبع الشرعية للجنوب وتعاونها الخفي مع مليشيا الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة.

وأطلقت ، قوات النخبة الشبوانية، في 26 مارس الماضي، عملية "الجبال البيضاء"، والتي مازالت مستمرة لملاحقة العناصر المتطرفة في مناطق مازالت تشهد تواجدا ضعيفا لتنظيم القاعدة، خاصة “مرخة، وخورة، ونصاب” الحدودية لمحافظة البيضاء.

ونجحت هذه القوة المدعومة من القوات المسلحة الإماراتية، في اقتحام معاقل فلول التنظيم وضبط أسلحة ثقيلة وتأمين المناطق المستهدفة بالعملية، وغامرت القوات برجالها وضباطها في سبيل أمن الجميع، تحديدا وأن شبوة صعبة المسالك الجغرافية، ومعقل حصين للجماعات المتطرفة، وتكون مهمة المواجهة مع هذه الجماعات مهمة محفوفة بالمخاطر والصعاب، وهذه المهمة هي ما تقوم بها النخبة الشبوانية التي أخذت على عاتقها تحمل المسئولية.

كما أطلقت وحدات التدخل السريع التابعة لقوات الحزام الأمني بقيادة عبدالرحمن الشنيني، الأسبوع الماضي، حملة أمنية تستهدف مواجهة فلول تنظيم القاعدة، تجري حاليا في أبين، وتطهير الجبال والوديان التابعة لمديرية المحفد، والتي كانت من أهم أوكار للتنظيم الإرهابي، وفرضت الحملة سيطرتها على عدد من المواقع التي كان يتحصن فيها إرهابيو القاعدة، وضبطت بداخلها قنابل يدوية وهواتف وشرائح وبيانات خاصة بهوية العناصر الإرهابية.

واستطاعت الحملة الأمنية المحكمة في أن تسيطر على مستودع تموين لعناصر التنظيم الإرهابي التي لاذت بالفرار، مخلفة وراءها عددا من الأسلحة والمواد التي تستخدمها لتنفيذ عملياتها الإجرامية، وذلك في الوقت التي لا تتوقف فيه جهود الحزام الأمني من مكافحة الإرهاب والقبض على المجرمين، في محاولة لخفض معدلات الجريمة بشكل عام.

وتمكنت قوات الحزام الأمني والتدخل السريع في محافظة أبين مدعومة بالتحالف العربي من اقتحام أحد الأودية النائية التي يتخذها عناصر تنظيم «القاعدة» معقلاً رئيسياً لهم في ضواحي مديرية «المحفد»، جنوب البلاد.

وداهمت القوات «وادي حمارة» الذي يتمتع بتضاريس جغرافية وعرة وتمكنت من بسط سيطرتها على أحد أهم المعسكرات التدريبية التابعة للتنظيم في أبين المعروف بمعسكر «بن لادن».

ويمثل سقوط معسكر"بن لادن"، أحد أهم المعسكرات التدريبية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، بداية لإنهاء حقبة القاعدة في الجنوب، إذ أن التنظيم الإرهابي كان يعتبر هذا المعسكر نقطة انطلاق له لتدريب كوادره والتجهيز للعمليات الإرهابية.

فيما تقود قوات الحزام الأمني بالتعاون مع ألوية العمالقة والمقاومة الجنوبية، حربا شرسة ضد مليشيا الانقلاب الحوثي، للأسبوع الثالث على التوالي في جبهة مريس شمال الضالع.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات ألوية العمالقة مأمون المهجمي، إنه تم تحرير مساحات كبيرة شمال مريس بالضالع، وسقوط أكبر الحصون المعروف بـ "حصن شداد" والجبال والمرتفعات المجاورة له ومواقع إستراتيجية أخرى.

واستطاعت القوات المشاركة في عملية التحرير من إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف الانقلاب الحوثي وبلغ أجماليها حوالي 200 عنصر بالإضافة إلى عدد من الكوادر العسكرية الهامة بالنسبة لها، وهو ما اضطرها لإطلاق الصواريخ البالستية بشكل عشوائي من دون أن تؤدي إلى خسائر في الأرواح.

وتفقد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع العميد الركن عبدالله مهدي سعيد أمس الأحد، جبهات القتال في بلاد العود شمالي مديرية قعطبة، وسير المعارك في المواقع الأمامية وخطوط التماس.

وجرى استقبال سعيد من قبل العقيد عبدالمجيد الذيب أركان اللواء 30 مدرع، والقائد محمد فضل نويصر قائد كتيبة الطوارئ بالحزام الأمني، ودعا مهدي كل المرابطين إلى مزيد من الثبات والتماسك للدفاع عن الأرض والعرض، وكبح جماح تلك المليشيات العدوانية عن تقدمها.

وشدد على وقوف المجلس الانتقالي بجانب القيادة العسكرية والمقاومة المشتركة التي تخوض معركة الدفاع التي فرضتها تلك المليشيات الحوثية.

ولم يكتفي المجلس الانتقالي بمتابعة العمليات العسكرية على الجبهات، بل أنه يقوم بالدفاع عن القضية الجنوبية خارجيا، وبالإضافة إلى الزيارات الأخيرة للواء عيدروس الزبيدي إلى كلا من بريطانيا وروسيا، قدم عبد الكريم أحمد سعيد، مدير مكتب الإدارة العامة للعلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في كندا، الجمعة، شرحاً وافياً عن معاناة شعب الجنوب الإنسانية التي سببتها الحرب العبثية، اجتماعياً واقتصادياً، وصحياً وخدماتياً، ذلك خلال لقاءه بالسيد شاندرا أراي ،عضو البرلمان الكندي عن حزب اللبرال الحاكم.

وفي اللقاء استعرض سعيد مع المسئول الكندي، جملة من المواضيع المتعلقة بنشاط مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي في كندا، مؤكدا الرغبة في تعزيز علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب الجنوبي بالحكومة الكندية والشعب الكندي.