أنفاق الحوثي تنذر بانهيار البنى التحتية في الحديدة
منذ ديسمبر الماضي، عملت مليشيا الحوثي الانقلابية على استغلال اتفاق السويد نحو إعادة ترتيب صفوفها، وأجهضت أي فرصة نحو إحلال السلام.
أحد الانتهاكات الحوثية تتمثل في بناء شبكة أنفاق في مدينة الحديدة، أحدثت تأثيرات مخيفة على البنية التحتية هناك، حسبما نقلت صحيفة البيان عن تحذيرات رئيس الفريق الحكومي في اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق السويد اللواء صغير بن عزيز.
المسؤول نبّه إلى خطر انهيار المباني والبنية التحتية في مدينة الحديدة بفعل شبكة الإنفاق التي استحدثتها مليشيا الحوثي طوال فترة الهدنة، وأكّد أنّ الفترة التي التزمت فيها الحكومة باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بموجب اتفاق استوكهولم، استغله الحوثيون وحوّلوا المدينة إلى شبكة أنفاق، جعلت البنى التحتية في المدينة مهددة بالانهيار، ومنها ما تهدم بسبب الأنفاق والحفريات التي استحدثتها مليشيا الحوثي في كل شوارع وأحياء المدينة الواقعة تحت سيطرتها.
وأوضح أنّ مطار الحديدة لم يسلم من الدمار والعبث حتى أصبح غير مؤهل للعمل، من جراء الحفريات والأنفاق التي حفرها واستحدثتها مليشيا الحوثيين أسفل مدرجاته وفي محيطه وفي مختلف مرافقه ومبانيه.
في الوقت نفسه، اتهم رئيس الجانب الحكومي، المبعوث الأممي مارتن جريفيث بمخالفة اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وقرار مجلس الأمن 2451 بشأن الاتفاق ذاته، وقال إنَّ جريفيث عند اللقاء بالقيادات يطرح انسحاب القوات الحكومية وخروجها من جزء كبير من المدينة، مقابل انسحاب الانقلابيين واستبدال مسلحيهم بمليشيات حوثية أخرى تحت اسم "قوات أمن".
وقدّمت الحكومة، بحسب المسؤول، الكثير من التسهيلات في سبيل إعادة تشغيل مطاحن البحر الأحمر، وفتح المجال لموظفي برنامج الغذاء العالمي، وتسهيل وصولهم إلى المطاحن لتشغيلها، وتوزيع القمح المخزن فيها، لكنّ الحوثيين هددوا باستهداف المطاحن إذا لم يكونوا هم المشرفين عليها، ومنعوا عبور 120 موظفاً من برنامج الغذاء العالمي إلى مطاح البحر الأحمر.
في سياق متصل، حذّرت الولايات المتحدة من أنّ استمرار خروقات وقف إطلاق النار في الحديدة يهدد اتفاق ستوكهولم، وقال مندوبها لدى الأمم المتحدة السفير جوناثان كوهان، في جلسة مجلس الأمن حول اليمن، أمس الأول الاثنين: "لا ينبغي لنا التقليل من أهمية وقف إطلاق النار في الحديدة، والذي يتم الحفاظ عليه بصعوبة، فإن استمرار الخروقات يهدد اتفاق ستوكهولم".
وأضاف: "لقد حان الوقت للاستفادة من زخم وقف إطلاق النار والاتفاق على مفهوم عمليات الانسحاب للمرحلة الأولى.. لقد حان الوقت لأن يُظهر الحوثيون للمجتمع الدولي أنهم جادون بشأن عملية الأمم المتحدة والاتفاقات التي توصلوا إليها بأنفسهم مع الحكومة الشرعية في ستوكهولم".
وعبر السفير كوهان عن تطلع بلاده إلى انتقال الأطراف اليمنية إلى مواصلة المشاورات السياسية بما يسهم في التوصل لتسوية تنهي الصراع.