فيتو ترامب يحشر معسكر الشر الحوثي الإيراني في المربع الضيق
هبط حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد قرار للكونجرس كان يسعى لإنهاء المشاركة الأمريكية في العمليات التى يخوضها التحالف العربي في اليمن، مثل الكابوس على مليشيا الحوثي الانقلابية وعقلها المدبر، النظام الإيراني.
خط الشر (الإيراني - الحوثي) كان يأمل بألا يستخدم ترامب "الفيتو" نحو وقف المشاركة الأمريكية إلى جانب التحالف العربي، لاستخدام ذلك خاصةً على الصعيد السياسي كورقة ضغط على التحالف، ومحاولة إبعاد دفة الانتقادات التي تعصف بالمليشيات وقادتها في اتجاه آخر.
البيت الأبيض نقل عن ترامب قوله بعد استخدامه حق النقض: "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض أرواح مواطنين أمريكيين وجنوداً شجعاناً للخطر، في الوقت الحالي وفي المستقبل".
التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات دخل اليمن لمحاربة المليشيات الحوثية وصد الانتهاكات الإيرانية عبر دعم وتسليح الانقلابيين.
ويمكن القول إنّ موقف ترامب يعكس حجم ضرورة التصدي للتدخلات الإيرانية في اليمن، وهو ما يزيد الضغط على طهران لإجبارها على وقف الدعم المقدم للمليشيات الحوثية، وهو تسليحٌ يطيل من أمد الحرب التي أشعلها الانقلابيون في صيف 2014.
ويتمثّل الضغط الأمريكي على إيران في تضييق الخناق على أذرعها الإرهابية، لا سيّما الحرس الثوري وحزب الله، فقبل أيام أعلنت إدارة ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ"منظمة إرهابية خارجية"، وأكّد الرئيس أنّ هذه الخطوة غير المسبوقة التي قادتها وزارة الخارجية، تظهر حقيقة أنّ إيران لا تدعم الإرهاب فقط بل أن الحرس الثوري الإيراني يشارك ويمول ويستخدم الإرهاب كأداة في عملية إدارة الدولة.
وأضاف أنّ خطة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، هو الأول من نوعه من قبل أمريكا تجاه فرع من حكومة أخرى، لكنه يستند إلى أن تصرفات إيران تختلف بجوهرها عن تصرفات الحكومات الأخرى.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن هذه الخطة ستزيد من حجم الضغط المفروض من قبل واشنطن على النظام الإيراني، وتوضح مخاطر التعاون الاقتصادي أو دعم الحرس الثوري الإيراني، وتابع: "إذا كنت تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني اقتصاديا، فأنت تمول الإرهاب".
ووجّهت هذه الخطوة رسالة مباشرة لطهران، مفادها بأنَّ لدعم الإرهاب عواقب وخيمة بحسب ترامب الذي أكد مواصلة الضغط على النظام الإيراني اقتصادياً وتحميله أعباء إضافية بسبب دعمه المتواصل للإرهاب، حتى يكف عن سلوكه "المؤذي والخارج عن القانون"، على حد تعبيره.
بالتزامن مع ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على شبكة لبنانية؛ لاتهامها بتبييض أموال تجارة المخدرات لصالح مليشيا حزب الله الموالية لإيران.
وتضمّن القرار الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، إدراج قاسم شمس وشركته للصرافة التي تُدعى "شمس للصيرفة" على قائمتها السوداء، وذلك لتورُّطها في تبييض عشرات ملايين الدولارات من أموال المخدرات شهريًّا وتسهيل نقل الأموال لمليشيا حزب الله.
وجاء في الاتهام الأمريكي الصادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة: "ينقل قاسم شمس وشبكته الدولية لغسل الأموال عشرات الملايين من الدولارات شهريًّا من عائدات المخدرات غير المشروعة نيابة عن أصحاب المخدرات ويسهلون تحركات الأموال لحزب الله".
تضييق الخناق على إيران عبر معاقبة مليشياتها الإرهابية أعاد الحديث عن إمكانية أن ينضم الحوثيون إلى القائمة، سواء بإدراجها على قائمة الإرهاب أو فرض عقوبات على قادتها.
وما يعزّز من هذا الاحتمال هو تصريح لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عندما قال مؤخراً، إنّ الحوثيين المدعومين من إيران يهددون ليس فقط السفن الأمريكية الموجودة في الخليج، وإنما المنطقة بأكملها.
وأضاف خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي: "الحوثيون يهددون بأنظمة صواريخهم المدن الكبيرة في السعودية والإمارات والرحلات البحرية ومصالح أمريكا في المنطقة".
وتابع: "إيران تمثل من خلال الحوثيين في اليمن تهديداً حقيقياً لمصالح أمريكا بسبب تقديمها التدريب لهم والطائرات المسيرة عن بعد والتكنولوجيا العسكرية وكل هذا يمثل تهديدا لأمننا وأمن دول الخليج".
وخلال شهادته أمام مجلس الشيوخ، أكّد بومبيو قوة العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران، ووصف الأخيرة بـ"الحاضنة" للتنظيم الإرهابي، وقال: "لقد استضافت إيران تنظيم القاعدة واحتضنته وسمحت له باستخدام أراضيها كمحطة عبور، وبالتالي فإنه لا شك بوجود علاقة بين القاعدة وإيران".