إنهاء الانقلاب الحوثي مستحيل في ظل بقاء الأحمر وأذرعه

الجمعة 19 إبريل 2019 19:01:03
إنهاء الانقلاب الحوثي مستحيل في ظل بقاء الأحمر وأذرعه

رأي المشهد العربي

فتح سقوط جبال العود بمحافظة إب الباب مجددا أمام البحث عن أسباب الإخفاقات العسكرية في عدد من المناطق الإستراتيجية خلال الأشهر الماضية، غير أن الإجابة كانت في جميع الحالات هي خيانة أحد أذرع علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني هادي والقيادي التابع لحزب الإصلاح، وهو أمر جرى في حجور، وجبال العود في إب، وكان مخططا أن يصل إلى الضالع لولا بسالة قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية.

البداية مع حجور والتي استمرت قبائلها تواجه بمفردها على الأرض عناصر مليشيا الحوثي على مدار 50 يوما من دون أن يكون لقوات الجيش المتواجدة في تلك المنطقة دور في المعركة، واكتفت بالمشاهدة لتمكن المليشيا من السيطرة على مواقع عدة بمحافظة حجة.

وارتدى علي محس الأحمر لواء البطولة المزيفة بتصريحات علنية، ولكنه أعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور وهو ما ساهم في هزيمتها، بل أن ذلك القرار أعاق قوات التحالف العربي التي كانت بحاجة إلى وجود قوات عسكرية على أرض الواقع بجانب قبائل حجور لإلحاق الهزيمة بالعناصر الانقلابية.

الأمر ذاته تكرر في الضالع، إذ قامت عناصر تابعة للشرعية وحزب الإصلاح، بأوامر من علي محسن الأحمر، بتسليم عدد من المواقع للمليشيات الحوثية في جبهة دمت، أهمها مرتفعات إستراتيجية في المنطقة للحوثيين، قبل أن تستطيع قوات الحزام الأمني مصحوبة بالمقاومة الجنوبية، السيطرة على هذه المناطق مرة أخرى، في وقت وجيز بالرغم من أن ذلك سمح للحوثي باستقدام حشود عسكرية كبيرة لدعمها.

المشهد الثالث كان في جبال العود بمحافظة إب بالقرب من الضالع، إذ أن أبناء القبائل انسحبوا بعد نفاد ذخائرهم، ورفض قيادات الشرعية التجاوب معهم لمدهم بالسلاح، وظلت تقصف مناطقهم بالدبابات والمدفعية طوال شهر ونصف الشهر، فيما لم يكن لدى المقاتلين القبليين السلاح المناسب للرد عليهم، وكل ما تلقوه هو الوعود بإرسال أسلحة لهم، وظلوا يقاتلون على أمل أن تصل المساعدة العسكرية حتى نفدت ذخائرهم.

وكان مصدر قيادي في مقاومة العود أكد بأن أبناء المنطقة لم يستلموا حتى طلقة واحدة من الشرعية، وأن القيادات العسكرية التي زارتهم في المنطقة اكتفت بالتقاط الصور معهم فقط، وحذر المصدر قبل اندلاع المعارك الأخيرة، من خذلان الشرعية لأبناء منطقة العود، منوهاً بأن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة.

ما يمكن استنتاجه من وراء هذه المعارك أن العناصر الانقلابية لا تعتمد على قوتها العسكرية في المعارك التي تخوضها بقدر ارتكانها على خيانة أطراف في الشرعية كي تمكنها من الوصول إلى أهدافها، والدليل على ذلك أن الثلاث جبهات السابقة، كانت قوات الجيش التي تعمل مباشرة تحت لواء علي محسن الأحمر سببا رئيسيا في سقوط هذه المناطق.

في حين أن جبهات الجنوب التي تقوى فيها الأجهزة الأمنية التابعة لمحافظات الجنوب، وكذلك المقاومة الجنوبية وألوية العمالقة وينحصر فيها دور قوات الجيش، تجد العناصر الانقلابية مشكلات جمة في التعامل معها واختراقها، وبالتالي فإن الثغرة واضحة أمام الجميع وتتمثل في "النائب الخائن"، وأذرعه التي تنتشر في  العديد من المناطق الإستراتيجية شديدة الأهمية.

ولعل ما يثبت هذه الخيانة أيضا، أن هناك حالة من الوفاق بين العناصر الانقلابية ومليشيا الإصلاح التي ينتمي إليها الأحمر إيديولوجيا، وأن تلك الحالة ظهرت للعلن في بعض المرات سواء عبًر المدعو مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى التابع لمليشيا الحوثي، أو من خلال عناصر في حكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا، والتي أشارت إلى أن العلاقة في الوقت الحالي تقترب من التلاقي في ملفات عدة.

وفي المقابل فإن القيادات القائمة على توجيه قوات الجيش ليس لديها الرغبة في إحداث نقلة عسكرية نوعية من الممكن أن تساهم في قلب الطاولة على العناصر الانقلابية، بل أنها تثير ضجيجا من دون أثر بشكل مستمر وتعلن أنها تقوم بإعادة هيكلة قوات الجيش، غير أن الذي يحدث هو أنها تقوم بتعيين أتباعها لتزيد نفوذها ولتحتفظ بمناصبها، وكذلك تمرر خيانتها من دون أن تنكشف.

في كل اجتماع أو لقاء يعقده وزير الدفاع في حكومة هادي الفريق محمد المقدشي، يؤكد أنه "يعمل على إعادة هيكلة قوات الجيش وفق أسس علمية ووطنية صحيحة بعيدا عن المحسوبية"، لكنه يتخذ من تلك التصريحات الكاذبة مدخلا لتعيين الشخصيات التي تقدم فرض الولاء والطاعة إليه وإلى قائده علي محسن الأحمر.

ومنذ أن تولى مسؤولية قيادة الجيش لا يتوانى المقدشي عن خلخلة هيكل قوات الجيش بقدر المستطاع حتى تصبح هذه القوات قطة عرجاء في مواجهة الإرهاب والانقلاب، وكان آخر هذه الكوارث إقدامه على تعيين، عدد من أبناء قبيلته المدنيين كأفراد عسكريين ضمن قوات الشرطة العسكرية بمحافظة المهرة.

ومؤخرا كشف العقيد محسن علي ناصر مرصع عن إقدام المقدشي على تعيين، عدد من أبناء قبيلته المدنيين كأفراد عسكريين ضمن قوات الشرطة العسكرية بمحافظة المهرة، وأرسل جواب عسكري إلى وزير الدفاع يرفض فيه إلحاق أحد الأشخاص التابعين له بقوات الجيش، لكن هناك عشرات القيادات الفاسدة داخل قوات الجيش التي تسمح بمرور مثل هذه المخالفات من دون أن تظهر للعلن.

هذه الممارسات جزء بسيط من عشرات المخالفات اليومية التي تثبت أن إنهاء الانقلاب الحوثي، لن يحدث طالما أن الخيانة تتواجد جذورها لدى المتحكمين في القرارات العسكرية والسياسية أيضا، وستظل مليشيا الحوثي تحصد مكاسبها على أنقاض خيانة علي محسن الأحمر وأذرعه.