القوات في البيوت.. الأحمر يفرغ قوات الجيش لصالح الحوثيين
الأحد 21 إبريل 2019 20:42:41
بالطبع لم يقصد اللواء محمد علي المقدشي، وزير الدفاع في حكومة الرئيس هادي أن يكشف خيانة قائده على محسن الأحمر بعد أن أعلن أن 70% من قوات الجيش خارج الجبهات ويتواجدون في الشوارع والبيوت، ولكنه أراد أن يبرر هزائم قوات الجيش فوقع في جريمة الخيانة بالتعاون مع قائده على محسن الأحمر الذي تسيطر أذرعه على قوات الجيش.
المستفيد الأكبر من تفريغ قوات الجيش هم الحوثيين والذين تشير تقارير ووثائق عدة تؤشر على عمل الأحمر من الخفاء على التعاون معهم سواء كان ذلك من خلال تهريب السلاح أو البترول، وبالتالي فإن العمل على إضعاف قوات الجيش التي تواجه مليشيا الحوثي في المحافظات الشمالية لا تفسير له سوى أنها الخيانة التي تدفع أي مسؤول للتخلي عن واجبات عمله.
وفي المقابل فإن البعض قد أشار إلى خيانة الأحمر ظهرت للعلن داخل قوات الجيش، وأن هناك خلافات محتدمة تدور بين المقدشي وهاشم الأحمر قائد المنطقة العسكرية السادسة حول قرارات تعيين وإعداد المقاتلين وكشوف بأسماء وهمية، وفي وقت معروف فيه مدى تبعية هاشم الأحمر لعلي محسن الأحمر.
أضاف المقدشي، في تصريحاته أنه من الآن وصاعداً رؤساء الشعب وأركانات الألوية مسؤولون أمام وزارة الدفاع مسؤولية تامة وليس أمام قادة المناطق وقادة الألوية، وأي خلل في اللواء ستتحمل مسؤوليته القوى البشرية، وهو ما يبرهن على أن صراعات على النفوذ تجري في الوقت الحالي.
وفي جميع التعثرات التي شهدتها عدد من المواقع الإستراتيجية بالأشهر الماضي كان سببها خيانة أحد أذرع علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني هادي والقيادي التابع لحزب الإصلاح، وهو أمر جرى في حجور، وجبال العود في إب.
وفي حجور والتي استمرت قبائلها تواجه بمفردها على الأرض عناصر مليشيا الحوثي على مدار 50 يوما من دون أن يكون لقوات الجيش المتواجدة في تلك المنطقة دور في المعركة، واكتفت بالمشاهدة لتمكن المليشيا من السيطرة على مواقع عدة بمحافظة حجة.
وارتدى علي محس الأحمر لواء البطولة المزيفة بتصريحات علنية، ولكنه أعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور وهو ما ساهم في هزيمتها، بل أن ذلك القرار أعاق قوات التحالف العربي التي كانت بحاجة إلى وجود قوات عسكرية على أرض الواقع بجانب قبائل حجور لإلحاق الهزيمة بالعناصر الانقلابية.
الأمر ذاته تكرر في جبال العود بمحافظة إب بالقرب من الضالع، إذ أن أبناء القبائل انسحبوا بعد نفاد ذخائرهم، ورفض قيادات الشرعية التجاوب معهم لمدهم بالسلاح، وظلت تقصف مناطقهم بالدبابات والمدفعية طوال شهر ونصف الشهر، فيما لم يكن لدى المقاتلين القبليين السلاح المناسب للرد عليهم، وكل ما تلقوه هو الوعود بإرسال أسلحة لهم، وظلوا يقاتلون على أمل أن تصل المساعدة العسكرية حتى نفدت ذخائرهم.
الحديث عن إعادة هيكلة قوات الجيش لا يخرج عن كونه ثرثرة لا أثر لها وفي كل اجتماع أو لقاء يعقده وزير الدفاع في حكومة هادي الفريق محمد المقدشي، يؤكد أنه "يعمل على إعادة هيكلة قوات الجيش وفق أسس علمية ووطنية صحيحة بعيدا عن المحسوبية"، في وقت يقوم فيه بتمكين أتباعه وأقاربه لضمان السيطرة على القوات.
ويبدو من الواضح أن المقدشي وكذلك الأحمر يأخذان من ذريعة إعادة هيكلة قوات الجيش مدخلا لتعيين الشخصيات التي تقدم فرض الولاء والطاعة إليهم، حتى يتمكنا من الإمساك بقبضة حديدية على العناصر العسكرية، وفي المقابل فإن ذلك يستهدف إضعاف قوات الجيش أكثر مما تعاني الآن من ضعف، وذلك لصالح خيانة التحالف العربي وتنفيذ أجندة قطر الساعية إلى دعم مليشيا الانقلاب الحوثي.