براءة (السم الأبيض)..!

* لن أحدثكم اليوم عن مخاطر السجائر وما يترتب على دخانها من تصلب في الشرايين،  فقد سبقني إلى ذلك (شعبان عبدالرحيم).
* ( شعبولا) ترك (المكوى) في المغسلة ثم انساب بين المدخنين يغني (حبطل السجاير وأكون إنسان جديد ومن أول يناير خلاص حشيل حديد).

* كنت أتمنى على (شعبولا) الدفاع عن (الملح) باعتباره هذه الأيام المتهم الوحيد الذي يصب الأطباء جام وزبدة غضبهم عليه في زمن الكوليرا والإسهال السياسي.
* الأسبوع الماضي ارتفع ضغطي بشكل غير طبيعي استدعى مشورة طبيب قلب، وقد فعلت رغم ما يندرج على زيارة أطباء اليوم من مخاطر مالية ليس لها أول ولا آخر.

* وبعد أن نظف الطبيب جيبي بالليفة والصابون من خلال قائمة فحوصات استنزفت دم قلبي أيضا، أعلن الطبيب مع نهاية متاهة الفحوصات أن ضغطي سببه السم الأبيض المسمى (الملح).
* بيني وبينكم قلت للطبيب المناوب بسخرية واضحة: كم من جرائم طبية ترتكب باسمك أيها الملح المشبع باليود.

* حسنا يا حضرات مرضى الضغط الهابط والمرتفع، سأتوقف هنا قليلا عند مشاهد أحملها مسؤولية ارتفاع ضغطي المفاجئ، مشاهد فقعت مرارتي مع العلم أن ما عنديش (مرارة) أصلهم (شالوا العدة) على رأي الزعيم، إحم إحم أقصد الكوميديان (عادل إمام).
* المعلم الذي يدخل الفصل الدراسي وهو يدخن حيث يتحول الفصل إلى سحابة دخانية تستدعي تدخل المطافئ، ألا يرفع هذا المشهد ضغطك وسكرك ويفقع مرارتك؟

* ربما كان سبب ارتفاع ضغطي ذلك الصباح أنني صحوت على رسالة (واتس) من دكتور في الجامعة يأكل الحروف أكلا لما، فهو دائما يصر على حذف حروف العلة حتى بدون أدوات الجزم، يرفع وينصب ويجر بصورة أزعجت (سيبويه) في قبره.
* ولماذا لا يكون الجنوبيون (الحلوين الشطار) هم سبب بلاوي ضغطي المرتفع، فهم لا يملون ولا يكلون من تفريخ كيانات هلامية متلاطمة، يتفرغون للتفاهات والمناكفات الضيقة ولا يخجلون من عرض تنازلاتهم عن جنوبيتهم بالتقسيط المريح، طالما يفكرون بصراخ (المعدة) ويلغون منطق: أنا أفكر إذن أنا موجود على رأي الفيلسوف (ديكارت).

* جائز تكون ميزانية شهر رمضان وراء ارتفاع ضغطي، فبعد أن كنت أحسب ميزانية البيت بحسبة (الخوارزمي)، أجبرتني أسعار المواد الأساسية (المولعة نار) على استلهام العبرة من كتاب (ثروة الأمم) لصاحبه الرأسمالي القح (آدم سميث)، هنا دار رأسي وشيبته وسني ثلاثين، فقد اكتشفت بتلك الحسبة أنني بحاجة إلى راتب ثلاثة أشهر كاملة، فقط لتوفير الاحتياجات البسيطة، لعلها حسبة جعلت النظر إلى الدجاج الكنتاكي على أنه حلم جميل كنا نتغنى به أيام (بيت العز يا بيتنا).

* ألا يمكن أن تكون مطبات الشوارع وانفجار (البالوعات) والقمامات المتراكمة أمام المحلات والمطاعم وبوادر صيف (طفي لصي) سببا رئيسيا في ارتفاع ضغطي عن معدله الطبيعي؟
* لكن من يدري، فقد تكون مشكلة ضغطي تتعلق بقرار رفع البنزين ومشتقاته، وربما أيضا تعود إلى اختفاء الغاز المنزلي من الأسواق الجنوبية بطريقة مريبة وبقدرة (غادر)، طالما وحامي السلطة حراميها.

* بعد هذا الغيض من المشاهد التي تعكر المزاج، هل من حق الأطباء تحميل (السم الأبيض) مسؤولية ارتفاع ضغط المواطن في اليوم الأسود؟​