الحشد السياسي

الدول والجهات السياسية المختلفة بكل أنحاء العالم تنفق الكثير من الأموال وتسخر جهودا كبيرة لترسم وتخطط بمنهجية مدعومة سياسيا وإعلاميا واستخباراتيا لتهيئ واقعا معينا يمكنها من امتلاك أوراق شغل أو خلق فرصة ما لصناعة حدث ولو بسيط لخدمة توجهاتها الإستراتيجية ومصالحها.

عفاش في أوج قوته ظل يحشد الشعب الأعمى بساحات الالتفاف الزائف خلفه طوال كل سنوات حكمه ليقول للعالم بأنه حاكم شرعي ومؤيد شعبي على كل أفعاله بما في ذلك فعل فرض الوحدة على الجنوبيين بالقوة، ولا كانت تكاد تمر مناسبة إلا وهو يوظف (الشعب الجبان)، على حد وصفه، لخدمة أهدافه وأطماعه التي لا حصر لها.

ومثله اليوم الحوثي، بل وبشكل أدهى وبتنظيم أكبر يستغل أبسط المناسبات ليخرج ذات الشعب بالملايين في كل محافظة من محافظات يمنهم، وهو أيضا في حال من القوة العسكرية والتمكين، وكل ذلك - في حساباته- لأهمية التأييد الشعبي لخطوات وخطط استراتيجياته لفرض ما يريد على واقعهم التعيس، وأيضا استخدموا قادة صنعاء ويستخدمون أوراقا أخرى منها لقاءات ما يُسمون بالعلماء وغيرهم من الفئات ذات التأثير والثقل على الشارع للتمكين الزائف.

وفي جنوبنا الحبيب تُهدر الكثير من الفرص الثمينة وتُبدد العديد من الأوراق ذات الأهمية الكبيرة جدا وأغلبها أتتنا وتأتينا مُقشرة وجاهزة دون أن ننفق عليها فلسا واحدا، بل تصنعها لنا تداخلات الأحداث والظروف وجملة المشاهد المختلفة الناجمة عن تراكمات ممارسات وتآمرات ومكائد الأعداء بكل ألوانهم.

27 أبريل هو يوم الأرض الجنوبية وذكرى الغزو الزيدي الأول لوطننا، وبعد أيام 2 مايو و4 مايو، وكلها أيام لمناسبات ذات أهمية بالنسبة لنا وجريمة تمر وساحة الاستقلال فاضية بهذا الظرف الذي نحتاج فيه لأبسط حدث يلاحم الصفوف ويقوي المعنويات، العر ولبعوس تاريخ واحد كان يكفي لإحياء فعل كرنفالي أو عرض عسكري هناك.