الشرعية تشرعن بقاء الحوثيين

هناك جنوبيون مصلحتهم من ثروة وسلطة مع شرعية حزب التجمع اليمني للإصلاح، وإذا أردت تعرف هذه الحقيقة فاستبدلهم بكفاءات، فجماعة إخوان المسلمين تقبل بالتنازل عن الكفاءة والمهنية مقابل شراء الوحدوية والحفاظ على ما جنته بعد الإطاحة بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

لا يستطيع الرئيس عبدربه منصور هادي العودة والبقاء في المحافظات الجنوبية نظراً لعدم وجود حاضنة شعبية تقبل به وبمشروعه في الجنوب، وكل ما لديه في الشمال هي الثروة والسلطة التي جناها بالوحدة مع الشمال، ومثال بسيط هو جامعة الناصر بصنعاء التي تبلغ فيها حصة نجل الرئيس ناصر عبدربه منصور هادي 50 % شريك بموجب مذكرة “ترخيص إنشاء” استصدرها والده من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

الذي يتحكم بالجبهات وسير المعارك ليس التحالف العربي لدعم الشرعية بل القيادات العسكرية التي تدار من الجنرال الإخونجي علي محسن صالح الأحمر وتأتمر بأوامر الجنرال محمد علي المقدشي وزير الدفاع.
للعلم فإن الجنرال علي محسن الأحمر يعد لوبي فساد في مجال العقارات والنفط، وهو من كان قائد المنطقة العسكرية السادسة التي تبدأ من الفرقة الأولى مدرع بصنعاء وتنتهي بمحور الملاحيظ بصعدة، وهذا هو المنصب الذي تسلمه الجنرال محمد علي المقدشي أثناء هيكلة الجيش في عهد عبدربه منصور هادي.

أقولها وعلى مسئوليتي الشخصية وسأحاسب بها أمام الله عز وجل وأمام الشعب اليمني بأن من يقوم بتصفية قادة الجيش الوطني ورفع الإحداثيات لاستهدافهم منذ انطلاق عاصفة الحزم هم رجالات الجنرال العسكري علي محسن الأحمر وعلى رأسهم وزير الدفاع الحالي الجنرال محمد علي المقدشي، وإذا أردتم التثبت من هذا الكلام فارجعوا لمخاضر الغارات الجوية أو بلاغات العمليات بالإحداثيات، أو يمكنكم التحقيق مع الضباط الذين كانوا يعملون في غرفة عمليات التحكم والسيطرة، ويعلمون بتحركات قادة الجيش قبيل اغتيالهم أو تصفيتهم ابتداء بالشدادي وليس انتهاء باليافعي وطماح.

مشكلة الشرعية ليست في مليشيات الحوثي فقط، بل في المقام الأول في لصوص الشرعية الذين تجمعهم مصلحة واحدة في إدارة الدولة باسم الوحدة اليمنية أو يمن اتحادي، والدليل أنهم لن يقبلوا بتشكيل مجلس الأمن الوطني من كوادر وكفاءات وطنية، لأن تشكيله يعني عزلهم من مناصبهم، وإذا قبلوا بتشكيله فلن يكون إلا بموجب محاصصات وتفاهمات تختزل وتحقق مصالح ذات اللوبي الذي شكل الشرعية وتشكلت بموجبه الشرعية في اليمن.

لماذا يتجاهل البعض بأن إخوان المسلمين في اليمن هم جزء من النظام السابق الذي حكم اليمن وجزء من المشكلة؟!
الشرعية اليوم هي جماعة إخوان المسلمين والتي كانت جزءا وشريكا للنظام منذ 1994، لكن الخلافات التي حدثت في 2011 هي التي عادت بهم ليستفردوا بالسلطة مجددا.

أتوقع بأن تستمر معاناة اليمنيين في كل مكان، نظرا لعدم حدوث تغيير جذري في الشرعية وسلطتها، وهذا ما يقوي موقف مليشيات الحوثي التي تمتلك أسباب البقاء والاستمرارية التي توفرها شرعية عبدربه منصور هادي والجنرال علي محسن الأحمر والجنرال المقدشي وتمدد مشروع إخوان المسلمين.

مصلحة الشعبين في الشمال والجنوب أن لا ترتهن لشرعية وحدوية لا تمثل إلا مصالحها وبقاءها في سدة الحكم، فالحاجة اليوم لسلطة كفؤة تدير دولة من أجل مصالح شعبها، وليس من أجل مصالحها كلوبيات تتقاسم المناصب والثروة بغطاء شرعي يقبل به اليمنيون تحت سلطة الأمر الواقع “الشرعية”.