ما يحدث في مدينة التربة شأن داخلي، وينبغي أن لا تتدخل أي قوى خارجية للتأثير على الإدارة الشرطوية وتأمين كل الشمايتين، نحن في الحجرية لا نريد أياً كان ممن يتمتعون بالولاء الخارجي أو الولاء المزدوج بقدر ما نحتاج إلى الكفاءات الوطنية.
إن غياب منطق العقل والحكمة لحل أزمة مدينة التربة المرتبطة بنقطة مراقبة الملاحة في باب المندب عبر جبل منيف، وكذلك طريق هيجة العبد الرابط الشمال اليمني بدولة الجنوب الفيدرالية المستقلة يعد خللاً بنيوياً في إستراتيجية الأمن والاستقرار، ولذلك استقرار مدينة التربة هو استقرار لليمن برمته ومن كافة النواحي.
يبدو أن الضغوط، التي تمارس الآن من أجل إصلاح الدولة الفاسدة في اليمن، بلغت ذروتها نتيجة الأوضاع المعيشية التي تعصف باليمنيين. وبلغ سخط اليمنيين مبلغه، عندما اندلعت التظاهرات الغاضبة في مدينة التربة في 24 مارس 2015؛ حيث قدم المواطنون في منطقة التربة مديرية - الشمايتين بمحافظة تعز صور بطولية جديدة ليعيدوا إلى الذاكرة ما قدمه أجدادهم في ثورة سبتمبر عندما رفضوا وجود المليشيات في منطقتهم . حيث إن المتظاهرين بمدينة التربة قاموا بطرد الحوثيين كما قاموا بإزالة نقاط التفتيش التابعة لهم في المنطقة؛ بل إن المواطنين ألقوا القبض على 4 من مسلحي الحوثي وقاموا بتسليمهم لإدارة أمن التربة، وسقط ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى من أبناء التربة بعد هجوم لمليشيات الحوثي على المنطقة، وصمدت بعد ذلك مدينة التربة في مواجهة المقذوفات الصاروخية التي كانت تنهمل كالمطر على المدينة لسنوات عديدة.
كانت وما زالت مدينة التربة على استقرار، نسبي طبعاً، تحكمها قوانين وعادات ورؤى ومفاهيم محدّدة، متماسكة، أو متعايشة بحكم الزمن أو الجيرة أو الجغرافيا، وللتدليل فبيت آل الوزير يقطن مدينة التربة منذ 1928.. نسبياً أيضاً. حتى لو كانت تحت هذا الاستقرار دنيا أخرى، تحتية أو هامشية، تعيش على فوضى، لكنها مستقرة على فوضاها الخاصة، التي تحولت مع الوقت إلى تقاليد، "تقاليد الفوضى". وهي بالإضافة إلى ذلك ممسوكة مضبوطة بخيوط رفيعة ومتشابكة، متواطئة مع دنيا الاستقرار، العليا. إنها فوضى، يلاحظها مبكرًا أبناء القريشة والصناوية ودبع والأحكوم والبيرين وبني حماد والأهجوم وقدس والربيصة والأكاحلة والمذاحج وبني غازي والمشارقة وعليافة وجبل المقص حتى طور الباحة وسوق السبت، يليهم المراقبون المحايدون. وإذا جاز أن تكون لها تسمية، فهى فوضى تحت حكم الاستقرار لكل اليمنيين بدون استثناء في عاصمتهم الجديدة مدينة التربة.
في الحقيقة بعد الاتصالات المكثفة التي أجريتها مع أبناء منطقتي في تربة ذبحان وعدد كبير من الشخصيات الوطنية المحترمة في مدينة التربة فقد حصلت على الخلاصة التالية:
1 - أبناء التربة وما جاورها وبلا استثناء الجميع متوافقون على تعيين الضابط عبد العزيز ناجي سلمان صالح الهجامي نظرا لخبرته وكفاءته؛ حيث كان يعمل في حرس الحدود قبل تحقيق الوحدة وحاليا من أبرز رجالات الأمن في إدارة أمن مدينة التربة، والكل ينعته بأنه رجل نظام وقانون فقط لا غير وبعيدا عن الأجندات الحزبية والولاءات غير المهنية.
2 - مدينة التربة وكل مناطق ريف تعز "الحجرية"، كانت وما زالت مدينة لكل اليمنيين من صعدة حتى المهرة، وعلى رأسهم رجالات المقاومة الوطنية، والجميع بدون استثناء ضد أعمال التحريض والتزييف للحقائق مهما حاولت التلبس بالألبسة الوطنية، والجميع يجمع بأن أي موجة جديدة للفوضى ستتكسر بعيدا عن أبناء مدينة تربة ذبحان وكل شبر في مديرية الشمايتين وإقليم الحجرية.
لا يمكن لأحد القبول بفوضى مقبلة تكون مرتبطة بالحجرية أو مدينة التربة أو ملاصقة للجنوب العربي؛ بل الأولوية للاقتصاد ولجهود الأشقاء في التحالف العربي لتنمية وتطوير جامعة ومستشفى ومدينة التربة، ولا يختلف اثنان بأن التنمية العمرانية في مدينة التربة ستكون ضمن إستراتيجية تطوير وتأهيل مدينة ذوباب لتكون مدينة ذوباب هي مركز الموانئ الدولي بينما مدينة التربة شريان الخدمات اللوجيستية وتخزين البضائع والاستثمار السياحي في منتزه السكون وقلعة ومحمية إراف في تخوم المقاطرة.