رمضان الحديدة بلا إفطار بسبب جرائم الحوثي
كثفت مليشيا الحوثي الانقلابية من عمليات السطو المسلح والسرقة وفرض الجبايات على أهالي محافظة الحديدة بالساحل الغربي، قبل أيام من بدء أول أيام شهر رمضان المبارك، وذلك بعد أن مارست جميع أشكال الجرائم التي من الممكن أن تدفع بتمويل جباتها من جانب، وإفقار المواطنين وحرمانهم من أبسط عوامل المعيشية على الجانب الآخر، وذلك بالتوازي مع خرقها المستمر لهدنة اتفاق السويد الذي أضحى جزءا من الماضي.
وقالت مصادر محلية، إن المليشيا الانقلابية تواصل فرض وجمع الإتاوات على المواطنين في الحديدة ومديرياتها باسم دعم الجبهات والجهاد و"المجهود الحربي" وتحصيل الخُمس من الأموال والمواشي والمحاصيل، قبيل حلول شهر رمضان، كما جرت العادة خلال الأعوام الماضية.
ووصلت لجان التحصيل الحوثية إلى مديرية الزيدية، شمالي الحديدة، وعلى رأسها المتحوث المدعو فؤاد الفروي، لفرز وتحصيل وجمع الأموال والمواشي المختلفة من المزارعين وإيصالها إلى منطقة الكدن لدى الشيخ إبراهيم القديمي.
ويجمع المشرفون والمكلفون الحوثة الأموال والمحاصيل والماشية وغيرها من المواد العينية لدى القديمي في تلك الناحية من الزيدية، قبل أن يتم حصرها وشحنها، وفي كل مديرية ومنطقة يحدث الشيء نفسه بآلية واحدة تقريبًا.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت في وقت سابق، بإبلاغ المليشيات عقال ومشايخ عزلة الضامر في مديرية باجل بفرض وتحصيل المجهود الحربي من المواطنين والتجار والمزارعين والمحلات التجارية وتوريدها قبل رمضان.
وتتضاعف معاناة الناس والسكان في الساحل الغربي ومديريات تهامة عاماً بعد آخر في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتسلط المليشيات الانقلابية وانقطاع معظم مصادر وأبواب الدخل والأعمال ونشوء حركة نزوح كبيرة في المحافظة الساحلية، بينما تعطلت أعمال الزراعة ومواسمها بسبب الحرب وزراعة الألغام والمتفجرات، علاوة على الإتاوات والفروض التي تحمل على كاهل المواطنين.
وتأتي تلك الجرائم في وقت تواصل فيه مليشيا الحوثي الإنقلابية احتجاز عدد من الشاحنات المحملة بآلاف من المواد الإغاثية والإنسانية بمحافظة إب وسط اليمن، للأسبوع الرابع على التوالي.
وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي الإنقلابية تواصل منذ مطلع إبريل الجاري احتجاز عشرات الشاحنات المحملة بمواد إغاثية وإنسانية مقدمة من المنظمات الدولية لعدة محافظات والذين يعانون تبعات تردي الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن الانقلاب والحرب التي جلبتها مليشيا الحوثي.
وأكدت المصادر بأن المليشيا الإنقلابية احتجزت 189 شاحنة محملة بمواد غذائية وإنسانية بالمدخل الشرقي لمدينة إب فيما بات يعرف بـ"جمارك إب" والذي استحدثته المليشيا لفرض جبايات وإتاوات مالية على البضائع والمواد السلعية والغذائية القادمة إلى محافظة إب.
وبحسب المصادر فإن الشاحنات تحمل دقيق وزيت وسكر ومواد أخرى إضافة إلى وجود "بلومبينات" كمواد غذائية خاصة بمعالجة سوء التغذية وهي متجهة إلى محافظات إب وذمار وصنعاء وعمران وريمة وتعز والحديدة وصعدة والمحويت وحجة ومحافظات أخرى.
وأكدت المصادر أن من بين الشاحنات المحتجزة شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تابعة لمنظمة الغذاء العالمي ومنظمات أخرى.
وتحدثت مصادر مطلعة إن المليشيا الحوثية ترفض قدوم الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من العاصمة عدن والتي وصلت عبر ميناء عدن وتطالب المنظمات بتحويلها عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها.
وأفادت المصادر بأن بقاء الشاحنات في جمارك إب والبالغ عددها 189 شاحنة يكلف المنظمات مبالغ مالية كبيرة تصل كلفة الشاحنة الواحدة إلى أكثر من خمسة عشر ألف ريال.
وحذرت المصادر من تعرض الأدوية وبعض المساعدات الإنسانية للتلف نتيجة بقائها في المنفذ الشرقي على متن الشاحنات لأسابيع في ظل تعمد المليشيا الحوثية لعدم إدخال تلك المساعدات وحرمان المواطنين منها بالرغم من الحاجة الماسة لها بفعل التردي الاقتصادي والمعيشي والصحي بفعل الانقلاب والحرب التي جلبتها المليشيا لمختلف المحافظات.
وتطالب المليشيا الانقلابية بفرض رسوم جديدة على المواد الإغاثية في الوقت الذي تواصل فرض رسومها الغير قانونية على مختلف المواد الغذائية والتجارية القادمة للمحافظة والتي يتحمل تبعاتها المواطن وتزاد أسعار تلك المواد بشكل كبير.
وقبل أسابيع احتجزت مليشيا الحوثي الانقلابية 36 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية في جمارك إب بعد حجزها آلاف الغسلات الخاصة بمرضى الفشل الكلوي والتي لم تفرج عنها إلا بعد مفاوضات ودفع إتاوات مالية.