همس اليراع

عنتريات الهروب من المأزق

منذ نحو شهر شنت القوات الحوثية هجمة مفاجئة على مناطق العود ومريس وقعطبة والحشاء وهي بعض المديريات الشمالية التي نسبت إلى الضالع، والغريب في هذه الهجمة أن الحوثيين حققوا انتصارات مفاجئة وخلال أيام قليلة بالرغم من المقاومة الشرسة التي أبداها أبناء تلك المناطق والدعم المقدم لهم من قوات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني في الضالع. 
الأغرب من هذا أن مئات الآف من منسوبي الجيش (الوطني) اليمني ومعها القيادات العسكرية المنزمنة لم تفكر ولو تفكيراً بعمل أي شيء يمنع سقوط تلك المديريات بأيدي الجماعة الحوثية، فلا الآلاف المؤلفة في مأرب أطلقت رصاصة واحدة ضد الحوثيين الذين يبعدون كيلو مترات قليلة عن آخر نقطة يقف عندها (الجيش الوطني) ولا عشرات الألوية الرابضة في صحاري حضرموت والمهرة حركت ولو كتيبةً واحدة للزحف باتجاه مناطق التماس لتخفف العبئ على المقاومة الباسلة في مريس وقعطبة والحشا ومناطق العود ومعها أبناء الضالع.
يتندر بعض الظرفاء بالقول أن قيادة الجيش الشرعي أوعزت إلى عناصرها بعدم مواجهة الحوثيين لتمكينهم من استعادة احتلال المناطق الجنوبية حتى يعيدها الحوثيون للشرعية بعد أن صارت بعض الأطراف في الشرعية تعتبر المقاومين الجنوبيين خصوماً (وهو ما تروج له وسائل إعلامية محسوبة على الشرعية أو بعض أنصارها).
لكن أطرف ما في الأمر هو ما تقدمه تلك الوسائل الإعلامية بأن الحوثيون يهجمون على المحافظات الجنوبية بالتنسيق مع المجلس الانتقالي، ولهؤلاء نقول "(عند الله وعندكم) طوروا غباوتكم وحسنوا طريقة احتقاركم لعقول متابعيكم فهؤلاء المتابعون حتى لو كانوا من أغبى الأغبياء لا يمكن أن تنطلي عليهم تلك الغباوات المركبة"
ما يفعله الحوثيون هو محاولة لاستعراض عدم مبالاتهم بالمأزق الذي يقعون فيه، والتظاهر بالعنتريات لاستعادة ثقة بعض أنصارهم بعد أن فشلوا في تقديم أي نقطة تفوق لا عسكرية ولا سياسية ولا أخلاقية، أما رد فعل القيادات العسكرية الشرعية فهو تعبير جلي عن هذا المأزق، خصوصا بعد ما اتضح أن 70% من القوة العسكريية "يلوُّون في الشوارع" حسب تعبير وزير الدفاع الشرعي محمد المقدشي.
ستسقط محاولات الحوثيين ومن يدعمهم بالفعل وبعدم الفعل، وسينتصر الشعب الذي هزمهم وهم في أوج زهوهم وفي ذروة تحالفهم مع شركاء الغزو الثاني في 2015م، لكن الفضيحة الكبرى ستنال الذين يتهمون من يواجه الحوثيين ويردهم على أعقابهم ولم ينبسوا ببنت شفة باتجاه من يسهلون للحوثيين اختراق الجبهات ويقدمون لهم التسهيلات للخروج من مأزقهم الأبدي.