مهرجان يافع.. الجنوبيون يتنفّسون عليل النصر الكبير
"يا قائد الشعب الموقر، نحنو معك في بحر أو بر، يبن الزبيدي قول وأمر، نأتيك أفراد وسرية".. كلمات الشاعر البارز عارف العلوي يتغنى بها الجنوبيون، يحتفون بها بقادة مجلس انتقالي، سطّروا نجاحاً أمنياً ودبلوماسياً غير مسبوق، وقد وصل زعيمهم إلى يافع تزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لإعلان عدن التاريخي.
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي وصل اليوم الأربعاء إلى مدينة يافع بمحافظة لحج التي تشهد غداً الخميس فعاليات "مهرجان يافع" بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير جبل العر، وبدء التدشين للاحتفال الرسمي بالذكرى الثانية لإعلان عدن، وقد قوبل الزبيدي باستقبال حاشد من قِبل الأهالي.
المهرجان سيشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً ليس فقط من يافع، بل من مختلف مناطق ومدن الجنوب الوافدة للتعبير عن فرحتها بالمناسبة الجنوبية العظيمة الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في" 4 مايو 2017".
في هذا التاريخ، احتضنت العاصمة عدن حشداً جماهيرياً غير مسبوق بتاريخ الجنوب السياسي، وهو حشد كان امتداداً للنضال السلمي للحراك الجنوبي ومقاومته الباسلة، والذي جاء معبراً عن إرادة شعبية جامعة من كل أرجاء الجنوب، ناضلت لسنوات طويلة، وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين، في سبيل هدف استعادة دولة الجنوب، حيث أن قضية شعب الجنوب العربي قضية عادلة وتمتلك المشروعية القانونية والسياسية ومعترف بها عربياً ودولياً وإقليمياً.
نصَّ إعلان عدن التاريخي الصادر عن مليونية ساحة العروض على "تفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته"، و"يخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الاجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان"، و"يجدد الحشد المليوني التأكيد إن الجنوب كوطن وهوية في حاضره ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وأن جنوب ما بعد 4 مايو 2017 ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية".
وتضمَّن أيضًا أنّ "الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق متانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ممهورة بالدم المشترك والتضحيات المستمرة وصولاً للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية لإنجاز الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة، وكذا فإن هذا الحشد المليوني يؤكد مجدداً للمجتمع الدولي والعربي والعالمي وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية التزامه التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يجدد مناشدته إلى المجتمع الدولي إلى مساعدة شعب الجنوب وتخفيف معاناته بتحقيق تطلعاته القانونية المشروعة".
وبالتزامن مع ذلك، أطلق نشطاء جنوبيون حملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعنوان "الجنوبيون يجددون العهد"، نال تفاعلاً كبيراً وحقّق صدى واسعاً، احتفل به الجنوبيون بهذه الذكرى العظيمة.
كما نشر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي عدنان الكاف، صورة من أمام جبل ثمر، وغرّد قائلاً: "من أمام جبل ثمر رمز يافع والمطل بشموخ وكبرياء على الجنوب أرى يافع تعانق السحب. يافع المدد للجنوب .. يافع السند".
وأضاف: "كل الجنوب سيكون اليوم (الخميس) في يافع للاحتفال بذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي خيار الشعب وحامل قضيته".
كما صرح عضو هيئة رئاسة المجلس علي الكثيري: "كان إعلان عدن التاريخي المنطلق لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لذلك ستظل مضامين ذلك الإعلان مرتكزات وموجهات لمسيرة المجلس حتى إنجاز أهداف شعبنا في الاستقلال بالجنوب وطنا ودولة وهوية".
وكتب عضو هيئة رئاسة المجلس فضل الجعدي: "حين ضحى الشعب بكل غالٍ و نفيس كان لعيون الوطن .. لذلك تبقى الأوطان غالية بكل ذرة رمل من ترابها .. وتبقى أرواحنا رخيصةٌ لفداء وطن و لكل ذرة من ترابها الطاهر.. هنيئاً لوطننا حراً أبياً".
فيما قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور صدام عبد الله: "من يافع الصمود والمدد يحتفل شعب الجنوب بالذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي وتفويض شعب الجنوب للرئيس القائد عيدروس الزبيدي لقيادة السفينة ومن يافع العز والشموخ ترسل الرسالة وتثبت بأن الجنوبيون يجددون العهد للشهداء بأنّ شعب الجنوب لن يخذل طموحكم ونسير على دربكم لتحقيق كل الأهداف".
وحقّق المجلس الانتقالي في الفترات الأخيرة الكثير من الإنجازات على الصعيدين السياسي والأمني ، لعل أبرزها الزيارات الخارجية التي أجراها الرئيس عيدروس وبخاصةً إلى بريطانيا وروسيا التي شكّلت عالمة فارقة في التاريخ السياسي للجنوب، حيث أصبح رقماً مهماً مع معادلة الأوضاع السياسية القائمة.