ضحايا جدد في سجون الحوثي.. مسالخ الموت البطيء
الجمعة 3 مايو 2019 01:32:49
أعادت واقعة وفاة معتقل في سجون مليشيا الحوثي سلسلة لا تنتهي من جرائم يرتكبها الانقلابيون في سجون بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما أضفى واقعاً مأساوياً في ملف حقوق الإنسان.
رابطة أمهات المختطفين بمحافظة تعز أدانت وفاة المختطف نشوان مقبل سيف، وأكّدت تعرضه للتعذيب بعد اختطافه من قبل مليشيا الحوثي من نقطة تفتيش في يناير 2017.
مليشيا الحوثي احتجزت المختطف نشوان وأودعته سجن الصالح لمدة ثلاثة أشهر متتالية ثم نقل إلى محافظة إب وأفرج عنه في شهر سبتمبر 2018، لكنه ظل يعاني من آثار التعذيب الذي تعرض له أثناء اختطافه حتى توفي في نهاية أبريل.
"نشوان" تعرض لصعق بالكهرباء، والضرب على الكلى بالأدوات الحديدية، كما قاموا بإخصائه، ورشه بمواد حارقة ما سبب له جروح وقروح شديدة أدت إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بتليف الكبد والفشل الكلوي، نتيجة العدوى والجفاف المزمن وإهمال معالجة الإنتانات المتكررة.
نشوان يعد أحد المهمشين الذين يقبعون خلف سجون مليشيا الحوثي، وقد رصدت الرابطة 12 حالة اختطاف حيث توفيت حالتين إثر التعذيب وأربع حالات لازالوا مخفيين قسراً لايعلم مصيرهم حتى اللحظة.
في الوقت نفسه، دعت منظمة العفو الدولية، مليشيا الحوثي إلى إطلاق سراح عشرة صحفيين محتجزين منذ نحو أربع سنوات، باتهامات "ملفقة بالتجسس".
المنظمة قالت إنّ عشرة صحفيين محتجزون منذ صيف 2015، ووجهت إليهم محكمة متخصصة في نظر القضايا المتعلقة بالإرهاب اتهامات، في ديسمبر 2018، في سلسلة من الجرائم بينها التجسس ومساعدة التحالف.
وصرحت الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية رشا محمد، في بيان: "من المُشين أن هؤلاء الرجال قد يواجهون عقوبة الإعدام لمجرد قيامهم بوظائفهم، فالتُّهم الموجهة إليهم زائفة، ويجب إسقاطها فوراً".
كثيرةٌ هي الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد المختطفين والذين تزج بهم في السجون، حيث يتبع الانقلابيون أساليب ممنهجة في التعذيب، وقدّرت أعداد المتوفين بالعشرات، ويتم احتجاز جثثهم ثم مساومة الأهالى على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل حصولهم على جثامين ذويهم..
كما تعج السجون الحوثية بالعديد من السيدات، وتقدّر مصادر حقوقية أنّ عدد المختطفات والمعتقلات في سجون المليشيات يبلغ أكثر من 180 امرأة، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب بـ55 امرأة ممن اعتقلن وأفرج عنهن، وما يزال نحو 120 امرأة يمنية يقبعن في سجون الحوثي ويتعرضن منذ أشهر للتعذيب والاستغلال.
وكانت رابطة أمهات المختطفين قد أعلنت أنّ 1442 شخصاً اختطفوا في مناطق سيطرة الانقلابيين، بينهم 114 امرأة، خلال العام 2018، وجاءت صنعاء بالمرتبة الأولى بـ401 حالة اختطاف بينها 109 نساء، تليها الحديدة بـ190 حالة، منها اختطاف امرأتين.
وتضمّن التقرير إحصائيات لانتهاكات مليشيا الحوثي العام الماضي بحق المئات من المختطفين والمخفيين قسراً داخل السجون وأماكن الاحتجاز، وأشار إلى بروز ظاهرة الاختطافات الجماعية خلال تلك الفترة، حيث رصدت الرابطة 33 حملة اختطاف واعتقال جماعية.
كما أعربت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر عن بالغ قلقها من استمرار اختطاف النساء وإخفائهن، ليرتفع عدد النساء المخطوفات والمخفيات قسرياً إلى أكثر من 160 امرأة حسب إحصائيتها.
وأكدت المنظمة أنها وصلت لعدد من المختطفات المفرج عنهن، رغم رفض أهاليهن الإفصاح عما حدث لهن داخل سجون الميليشيات في الإعلام حفاظا على سمعتهن وسلامتهن وأهاليهن من بطش المليشيات.
وقالت رئيسة الرابطة أمة السلام الحاج إنها رصدت تعرض 114 امرأة للاختطاف على يد المليشيات الحوثية خلال العام الماضي، مؤكدةً تعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي.
فترات احتجاز النساء لدى الحوثيين تتفاوت من حيث المدة، بين ساعة واحدة وأشهر عدة، في حين حكمت المليشيات الموالية لإيران على امرأة واحدة بالإعدام وتدعى أسماء العميسي.
ونبّهت رئيسة الرابطة، مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث إلى الكثير من الوعود التي كانت قطعتها المليشيات الحوثية لإطلاق سراح المختطفين، لكنها لم تنجز شيئاً من ذلك.
وقالت: "ندعو جريفيث لكي لا يسمح لأحد بالتنصل من اتفاق استوكهولم، ولتكن لرعاية الأمم المتحدة وضمانها قيمة أخلاقية وقانونية مختلفة عن كل ما مضى من اتفاقيات والتي عادت في معظمها على المختطفين بمزيد من الابتزاز"، كما دعته إلى استكمال جهوده الإنسانية لإطلاق سراح المختطفين، سواء باتفاق استوكهولم أو بغيره، باعتبار أنّ ذلك حقهم الإنساني والقانوني.
وبحسب تقرير الرابطة الحقوقي للعام الماضي، أفادت "أمة السلام" بأن عدد المختطفين بلغ 1442 مختطفاً، في حين لا يزال خلف القضبان ممن تم اعتقالهم في أعوام سابقة 1972 مختطفاً.
وبالنسبة لعدد المخفيين قسرياً في العام نفسه، بيّنت أن الرابطة وثقت إخفاء 294 شخصاً، في حين لا يزال 232 آخرين، مخفيين من سنوات سابقة.