جولة قتال جديدةٌ تلوح في الأفق.. عن السلام الذي أجهضته المليشيات

السبت 4 مايو 2019 16:57:04
جولة قتال جديدةٌ تلوح في الأفق.. عن السلام الذي أجهضته المليشيات
أجهضت مليشيا الحوثي الانقلابية أي فرصة نحو إحلال السلام، عندما اغتالت اتفاق السويد أكثر من ثلاثة آلاف مرة، لتفرض مستقبلاً قريباً يبدو أنّه سيشهد مزيداً من التصعيد.
بعد نحو أربعة أشهر من توقيع الاتفاق، بات من الصعب التوصُّل إلى تسوية سياسية مع مليشيا الحوثي، حيث تواصل التصعيد ونسف جهود السلام، منذ سريان وقف إطلاق النار في الحديدة 18 ديسمبر الماضي وفقاً لاتفاق استوكهولم. 
الحوثيون أكثر من 3 آلاف خرق لإطلاق النار، بحسب صحيفة البيان التي أشارت إلى أنّ المليشيات لا تعير أي اهتمام للنداءات والإدانات الدولية، وآخرها لقاء المجموعة الرباعية الوزاري بشأن اليمن الذي عُقِد في لندن، والذي دعا إلى ضرورة البدء بتنفيذ اتفاق الحديدة قبيل الخامس عشر من مايو المقبل، الذي يوافق انعقاد الجلسة المقبلة بشأن اليمن في مجلس الأمن.
في هذا اللقاء، أدانت اللجنة الرباعية كل تصرفات مليشيا الحوثي واعتبرتها ليست فقط معوقة لاتفاق استوكهولم، بل تشكل تهديداً للأمن الإقليمي وتطيل أمد النزاع، وذلك في الوقت الذي أغلقت المليشيات الانقلابية الطريق أمام تنفيذ اتفاق السويد برفضها تنفيذ الورقة التنفيذية للاتفاق بشأن الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، ورفضت مناقشة هوية قوات الأمن والشرطة التي ستتسلم المدينة وموانئها الثلاثة.
كل هذه التصرفات والخروقات من جانب مليشيا الحوثي الإيرانية، تقول البيان إنّها تضع اتفاق استوكهولم والجهود الدولية في اليمن في مهب الريح، وتؤكد أن المليشيات ومن ورائها إيران لا تريد السلام في اليمن، ولا تأبه بمعاناة المدنيين المأساوية، وأنها أخذت فرصة كبيرة من الوقت منذ توقيع الاتفاق لتجميع قواها والعودة للحرب من جديد، وهذا كان هدفها وليس السلام في اليمن.
وكانت اللجنة الرباعية الدولية قد شكّلت عامل ضغط جديداً على مليشيا الحوثي، وجّهت من خلاله رسالة حازمة إلى الانقلابيين، في مقدمتها مهلة للمليشيات لتنفيذ اتفاق السويد.
اللجنة التي تضم الإمارات والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، اجتمعت في لندن، وقد عقده الوزراء  الإماراتي عبد الله به زايد، والسعودي عادل الجبير، والبريطاني جيرمي هنت، بالإضافة إلى ممثل عن وزارة الخارجية الأمريكية.
المجتمعون وجّهوا عدة رسائل حازمة للمليشيات الحوثية، حيث أكّدت الدول الأربع التزامها بحل سياسي شامل للنزاع في اليمن وتأييدها للاتفاقيات التي تمّ التوصُّل إليها في العاصمة السويدية ستوكهولم، في ديسمبر الماضي.
وذكر بيانٌ لوزارة الخارجية البريطانية، أنّ الدول الأربع أكّدت أنّ إطلاق المليشيات الحوثية للصواريخ البالسيتية والطائرات بدون طيار التي تصنعها إيران وتسهل استخدامها، على البلدان المجاورة يشكل تهديدا للأمن الأقليمي ويطيل أمد النزاع.
كما أعرب الوزراء عن دعمهم الكامل للمملكة العربية السعودية ومخاوفها الأمنية الوطنية المشروعة، ودعوا إلى وضع حد فوري لهذه الهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية وحلفاؤها.
وتوقعت الدول الرباعية أن تبدأ الأطراف تنفيذ اتفاقية الحديدة على الفور، ودعوا بوجه خاص الحوثيين إلى إعادة الانتشار من موانئ الصليف ورأس عيسى والحديدة، كما أعربت عن تطلعها أن يقوم مجلس الأمن بمراجعة التقدم المحرز في هذه الاتفاقية عند اجتماعهم في 15 مايو، مع توقع أن تكون قيد التنفيذ في تلك المرحلة (18 يوماً).
وأشارت الدول الأربع إلى أن تنفيذ اتفاقية الحديدة لن يكون له تأثير إيجابي فوري ومهم على حياة الشعب اليمني فحسب بل كان خطوة أولى مهمة نحو الهدف الأكبر المتمثل في التوصل إلى تسوية سياسة شاملة دائمة في البلاد.
وكرّرت المجتمعون الدعم الكامل لجهود المبعوث الخاص لليمن في اتفيذ اتفاق الحديدة، والذي سيتيح الفرصة للبدء في عملية سياسية شاملة وجامعة ودائمة بما يتماشى مع تفويضه.
مزيدٌ من التفاصيل وردت على لسان وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال إنّ الاجتماع ناقش مستجدات الأزمة، والاتفاق على ضرورة انسحاب مليشيا الحوثي من الموانئ وتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأضاف في تغريدات عبر حسابه على "تويتر" أنَّ الاجتماع تطرَّق إلى استمرار ممارسات إيران العدائية في دعم مليشيا الحوثي بالصواريخ والطائرات بدون طيار لاستهداف الأعيان المدنية في اليمن والدول المجاورة.
كما صرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بأن الهدف هو الاستمرار في بذل كل ما يمكن لإحراز تقدُّم على الطريق الصعب تجاه السلام في اليمن.
وأضاف في بيان له: "هذا صراع فظيع، ووقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه الأطراف في ستوكهولم يبدو أنه يستغرق وقتاً طويلاً ليتحول إلى طريق مستدام نحو السلام".
وفيما أشار إلى ترحيبه باتفاق الطرفين مؤخراً على خطة الأمم المتحدة بشأن المرحلة الأولى من إعادة انتشار القوات في الحديدة، قال الوزير البريطاني إن ذلك استغرق شهرين منذ الوصول إلى الاتفاق الأولي في ستوكهولم، وهو أطول كثيراً مما كان يأمله الجميع.